الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أرى كلبا في الشارع ينتابني الخوف الكبير منه، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابٌ، عمري 16 عاماً، مشكلتي في الخوف من الكلاب، فبمجرد أن أرى كلباً في الشارع ينتابني شعور كبير بالخوف منه، حتى إنني أحياناً أضطر لتغيير مسار طريقي للهرب منه، فهل هذا جبنٌ أم ماذا؟ أرجو الحل في أسرع وقت، لأن هذا يحرجني أمام أصدقائي، وأخاف أن يؤثر هذا عليّ في الكبر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: الخوف الذي ينتابك يُعدّ من أنواع المخاوف المرضية، كالخوف من الأماكن العامة والمفتوحة والمزدحمة والمغلقة وغيرها من المخاوف المرتبطة بأماكن محددة، أو مخلوقات معينة كالحيوانات والحشرات.

فإذا كانت هناك حادثة معينة حدثت في الماضي أدت إلى الشعور بالخوف من الكلاب، أو ربما نتج هذا الشعور بسبب سماع قصص أو مشاهدة أفلام أو توقعات كاذبة للأحداث مرعبة بسبب الكلاب، وليس كل الكلاب شرسة، فقد يخاف منك الكلب بدلاً من أن تخاف منه خاصة إن كنت تمسك بالعصا.

والعلاج؛ يحتاج منك للمواجهة وعدم الانسحاب والبقاء في الطريق لوحدك أطول فترة ممكنة، مع تحمل الضيق والقلق الناتج عن ذلك بعدم التفكير في ما سيحدث، وبالانشغال بأي موضوع محبب لنفسك.

ويستحسن أن يكون ذلك بالتدريج، وفي البداية يمكن مشاهدة الكلب أو صورته لزمن قصير، ثم يزداد هذا الزمن شيئاً فشيئا، فإذا كان الأمر صعب عليك في البداية يمكن الاستعانة بشخص يقف معك، ثم ينسحب تدريجياً من هذا المكان في كل مرة إلى أن يختفي تماماً.

وكلما تحملت الضيق الناتج عن ذلك لأكبر فترة زمنية زادت ثقتك بنفسك وقل الخوف أو زال نهائياً.

والأمر يحتاج منك أيضاً إلى تحليل الموقف بصورة موضوعية لا خيالية، واسأل نفسك مجموعة من الأسئلة: لماذا هذا الخوف؟ ومن أين أتى؟ ولماذا أصدقه؟ ولماذا أستجيب له بهذه الطريقة؟ وهكذا إلى أن تصل بأن كل هذه الأشياء مجرد توقعات وليس لها أي دليل من الصحة.

واستعن بالأذكار اليومية التي تحفظك -إن شاء الله- من كل شر، ونوصيك بالإكثار من قول: حسبي الله ونعم الوكيل، فهي أمان الخائفين -إن شاء الله-.

واعلم أن هذا المخلوق ليس له سلطان عليك ما دمت ملتزماً بعباداتك وصلواتك، خاصة إذا أديتها في جماعة، فأنت في ذمة الله ولا يقربك شر -بإذنه تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يقيك شر ما تخاف منه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً