الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهبة الشديدة من الكلام مع الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من جهد.

لدي مشكلة أسأل الله تعالى أن يكون حلها لديكم، وهي أنني في أحيان كثيرة أشعر بأن جميع أنظار الناس تتوجه إلي أنا على وجه الخصوص، وهذا الشعور تدريجياً يتحول إلى شعور آخر بالخجل، والرهبة الشديدة من الكلام مع الناس، وأشعر بأعراض تشبه ارتفاع ضغط الدم أو الدوخة، مع العلم بأنني لا أعاني من أي أمراض جسدية والحمد لله، ولا أعرف لذلك سبباً، مع أنني في أحيان أخرى أكون طبيعياً جداً.

ويتكرر هذا الأمر معي عند زيارة خطيبتي وأهلها في صعيد مصر، وبعد عودتي للمنزل أعود لحالتي الطبيعية وأحتقر نفسي بعد ذلك بسبب هذا الخجل، وأحيطكم علماً بأن والدي من النوع العصبي جداً، وأعتقد أنه هو السبب في هذه المشكلة.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي ذكرتها هي من صميم ما يعرف بالرهاب أو (الخجل الاجتماعي) وهو من الحالات النفسية الشائعة جداً في هذا الزمان، وهو ليس جُبن أو ضعف في الشخصية، ويتم علاجه عن طريق المواجهة المستمرة للمواقف التي يكون فيها الخجل، وعدم تجنب هذه المواقف، ويمكن أن تكون هذه المواجهة أولاً في الخيال، بمعنى أن تسترسل في خيالك، وتفكر في هذه المواقف التي تسبب لك الخوف والرهاب، فقد وُجد أن تكرار الفكرة ومواجهتها يساعد كثيراً في أعراض الرهاب حين يعيش الإنسان الموقف على طبيعته.

وبما أن هنالك مسببات بايولوجية (تتعلق بكيمياء الدماغ) تكون هي وراء ظهور أعراض الرهاب فعليه قد تمكن العلماء وبفضل الله من الوصول إلى أدوية فعالة وسليمة، وقد أدت إلى نتائج ممتازة في علاج هذه المخاوف.

وعليه أود أن أقترح أن تتناول أحد الأدوية، وأفضلها يعرف باسم زيروكسات، ويمكن أن تبدأ بنصف حبة في اليوم ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة عشرين مليجراما يومياً لمدة أسبوعين، وبعدها لا بأس أن تكون الجرعة حبتين في اليوم لمدة 3 أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، وبعدها تأخذ نصف حبة يومياً لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى.

لقد وجد أن ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء تساعد أيضاً في علاج هذه الحالة خاصة القلق المصاحب لها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً