الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ضيق بالصدر لدي من المعدة أم هو اكتئاب ما بعد الولادة؟!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر إدارة الموقع والأطباء وجميع العاملين والقائمين عليه، وجعل الله لكم رصيداً وافراً في ميزان حسناتكم.

بعد التحية:

أنا امرأة متزوجة، أبلغ من العمر (28) عاماً. مشكلتي بدأت بعد ولادة طفلي بشهرين، وهي أنني أشعر بضيق شديد في صدري، وألم وحرقة وخفقان في القلب. والخفقان يأتيني حتى بعد الاستيقاظ من النوم، وأحياناً أصحو أثناء النوم، وقلبي يخفق بشدة، وأشعر بأنني بحاجة للتجشؤ، وأشعر بألم في خاصرتي اليمنى، وصعوبة في إخراج الغازات من البطن وإمساك.

توجهت إلى الطبيب، فحولني إلى طبيب القلب والجراحة؛ لعمل فحص إيكو، وتخطيط للقلب، وعمل التراساوند للثدي. فكانت فحوصاتي سليمة والحمد لله.

ثم عدت إلى العيادة وعملت فحصاً للجرثومة المعدية، وتبين أنها موجودة، ونسبتها (11)، وأخذت العلاج الثلاثي، واستمرت المشكلة. عدت إلى العيادة، وطلبت منظاراً للمعدة، وتبين أنني أعاني من التهاب في المريء وفتق، وتم أخذ عينة للجرثومة، ولم آخذ النتيجة بعد.

علماً بأن طبيب العائلة الذي أعاوده يصر على أنني أعاني من اكتئاب بعد الولادة، خصوصاً أنني أنجبت قبل طفلي جنيناً ميتاً في الشهر السابع.

سؤالي هو: ما هذا المرض الذي أعاني منه؟ وهل ما تبين في المعدة يظهر كل هذه الأعراض؟ وما العلاج المناسب لالتهاب المريء والفتق؟ وهل أنا –حقاً- أعاني من الاكتئاب؟

وعندي مشكلة أخرى هي: أنني أعاني من آلام شديدة في أسفل ظهري بعد النوم وأثناءه، وأثناء الحركة والعمل. فهل سببها هو إبر الظهر التي أخذتها أثناء ولاداتي السابقة؟ علماً بأنني أخذت ثلاثة إبر: إبرتين أثناء الولادة الأولى، والإبرة الثالثة أثناء ولادة طفلي الثاني خلال عام واحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maram حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف يمكن تشخيص حالتك كاكتئاب بعد نتيجة تنظير المعدة المجرى لك؟! فالتشخيص أظهر التهاباً في المريء، وفتقاً في الحجاب الحاجز، وتلك الموجودات في نتيجة التنظير تتوافق كاملاً مع طبيعة الأعراض والشكوى التي تعانين منها.

في الحقيقة إن علاج جراثيم (الهليكوباكتير) الذي أعطي لك، والذي يهدف إلى التخلص من هذه الجرثومة التي تصيب الغشاء المخاطي للمعدة؛ محدثة فيه التهاباً مزمناً، وهذا الالتهاب المزمن سيحدث بالتالي نقصاً في حصيل المعدي الحامضي –كمية-، وعند التخلص من جرثومة (الهليكوباكتير) بالعلاج الثلاثي، تتحسن حالة الغشاء المخاطي للمعدة؛ وبالتالي يتحسن مستوى الحصيل الحامضي فيها -أي يزداد-؛ وهنا قد تتفاقم وتزداد أعراض الرجوع أو القلس المريئي؛ الذي يسببه الفتق الحجابي.

لذلك عندما يكتشف في تنظير المعدة فتقاً حجابياً عند المريض، نتريّث في تطبيق العلاج الثلاثي في تواجد جرثومة (الهليكوباكتير) عنده.

أما من كان لديه أعراض الرجوع أو القلس المريئي، وبدون فتق حجابي مرافق، يتم أخذ عينات من أسفل المريء مع عينات من المعدة، فإذا احتوت العينات المأخوذة من المريء على جرثومة (الهليكوباكتير)، هنا نطبق العلاج الثلاثي.

على كل حال يجب البدء بالمعالجة التالية: (Nexium 20 mg) مرتين يومياً، و(Motilium 10 mg) حبة قبل الطعام ثلاث مرات، ومكافحة الإمساك بال (Duphalac)، وتناول (30 مل) منه يومياً.

وتستمر المعالجة ثلاث أشهر، مع تطبيق الحمية الخاصة بالقلس المعدي المريئي وهي:

1- الامتناع عن الدسم, والشوكولاته, والمشروبات الغازية, والقهوة، وتخفيف الشاي, البهارات والفلفل الحار.

2- عدم ارتداء الألبسة الضيقة والمشدات.

3- تناول العشاء الخفيف مبكراً، أي قبل (3) ساعات قبل النوم.

4- رفع السرير من ناحية الرأس (20 سم)؛ لتجنب حوادث القلس الليلي أثناء النوم.

5- تبديل العلاج المستخدم لعلاج أسفل الظهر بأدوية لا تحدث تأثيرات على المعدة.

مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل بعونه تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً