الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف شخصيتي وانعدام الجرأة لدي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي باختصار الشعور بالخجل أمام الناس، والتكلم أمامهم، بسبب ضعف شخصيتي وانعدام الجرأة لدي، حيث أشعر بالارتباك والتوتر وارتجاف يدي وقدمي!

من ناحية أخرى لا أعرف لماذا أشعر ببعض الخوف أثناء السير ليلاً في الشارع، حيث أشعر بأني ملاحق، وأبقى ألتفت يمنة ويسرة، أتمنى أن تصفوا لي علاجاً يناسب حالتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: مشكلتك ليست في الخجل الاجتماعي، مشكلتك هي أنك تُقيِّم نفسك تقييمًا سلبيًا جدًّا، عدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات بصورة صحيحة هو من أكبر وأخطر الأفكار السلبية التي تعوق تطور الإنسان ومهاراته.

أيها الفاضل الكريم: اجلس مع نفسك جلسة صادقة، قيِّم فيها نفسك بصورة صحيحة، اعرف ما هي إيجابياتك، ما هي إنجازاتك، أنت الحمد لله تعالى في كامل العقل، وقطعًا صحتك الجسدية ممتازة، لم تذكر عمرك لكني أحسبُ أنك في سنِّ الشباب.

أيها الفاضل الكريم: هذه كلها إيجابيات، فما الذي يجعلك تنجرّ نحو السلبيات، هذه مشكلة كبيرة الآن نواجهها وسط الكثير من شبابنا.

أقول لك قيِّم نفسك تقييمًا غير واقعي، ولا أقول لك ضخِّم ذاتك، ولا أقول لك اعطِ نفسك سماتٍ غير موجودة فيها، لا، أقول لك: كن منصفًا مع نفسك، واستشعر ما هو إيجابي من صفات وسمات حتى وإن كانت بسيطة، وبعد ذلك انظر إلى الصفات السلبية أيضًا، لا تتجاهلها، لكن لا تُضخمها ولا تجسِّمها، وابدأ في تحقيرها، في معالجتها، في استبدالها، وفي ذات الوقت اسعَ لتنمية ما هو إيجابي.

أيها الفاضل الكريم: هناك أمور بسيطة جدًّا في الحياة، لا بد أن يكون لديك برامج يومية تدير من خلالها حياتك، هذا مهم جدًّا: متى سوف تنام؟ ما الذي سوف تفعله في أثناء اليوم؟ إذا كان يتعلق بالدراسة أو بالعمل، ما هي درجة التواصل الاجتماعي الذي سوف تؤديه؟ أين تصلي صلواتك؟ في أي مسجد؟ مِمَّن سوف تكتسب معرفة جديدة؟ مَن هم الذين سوف تزورهم؟ مَن هم الذين سوف تَصِلَهم؟

أيها الفاضل الكريم: من خلال هذه الأفعال الحياتية اليومية تستطيع أن تُنمِّي نفسك وتُنمّي شخصيتك، وهذا يعود عليك بإيجابيات كثيرة، وبعد ذلك موضوع الخوف الذي يأتيك والتوترات سوف تتقلص، ولابد أن يكون لك نماذج وقدوات حسنة في الحياة، هذا مهم جدًّا، وأنصحك بالرفقة الطيبة.

عليك أن تنظر في مَن تُخالل، هذا أمر مهم جدًّا، ويمكن أن تُنمّي مهارات ومعارف وتكتسب سمات جديدة جميلة جدًّا من خلال مصاحبة المتميزين والصالحين من الشباب.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن يكون لديك مسؤولية حيال أسرتك (والديك، إخوتك، أصدقائك) هذا مهم جدًّا، هذا يُشعرك بقيمتك الذاتية.

لابد أن تكون لك برامج حول المستقبل دون أن تخاف من المستقبل، ودون أن تأسى أو تأسف على الماضي، لا بد أن يكون لك برنامج آني لهدفٍ معين، ولابد أن يكون لك أيضًا هدف متوسط المدى، ولابد أن يكون لك هدف بعيد المدى، فهذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة التي تُنمّي بها ذاتك.

هذا هو الذي أنصحك به، ولا مانع – أخِي الكريم – إن كان عمرك أكثر من عشرين عامًا أن تتناول الدواء الذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء رائع جدًّا لعلاج الخوف.

الجرعة في حالتك هي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إنِ استطعت أن تذهب لطبيبٍ نفسي فهذا أيضًا جميل وطيب، وسوف يعود عليك - إن شاء الله تعالى – بخيرٍ كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً