الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أدرس اللغة العربية لكي أفهم القرآن، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب من محبي العلوم الشرعية، وأحب أن أدرس القرآن، لكن على حد علمي أن دراسة القرآن تحتاج إلى أساس قوي في قواعد اللغة العربية، وأنا أساسي ضعيف جدا، عدا هذا فإن اللغة العربية هي لغة القرآن؛ فإن لم يدرسها المسلمون فمن سيدرسها.

أحببت أن أدرس قواعد اللغة العربية، ولكن المشكلة هي أني لا أعرف كيف أدرسها وحدوي؛ لأني لا أقدر على أخذ مدرس؟ كما أن قواعد اللغة العربية تختلف عن باقي العلوم.

كذلك لا أعرف الكتب التي علي الدراسة فيها، فهلا أفدتموني بنصيحتكم بكيفية الدراسة، وما الكتب التي تنفعني باعتمادي على نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك علو همتك، وحرصك على أن تتعلم كتاب الله تعالى وتتفقه فيه.

وهذه الرغبة التي قذفها الله تعالى في قلبك نأمل –إن شاء الله– أن تكون هي مفتاح الخير والسعادة لك في حياتك، فمن أعظم مِنح الله تعالى للعبد أن يرزقه الرغبة في العمل الصالح، ومما لا شك فيه أن حفظ كتاب الله والتفقه فيه وتعلمه وما فيه من أحكام من أعظم الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.

فاشكر نعمة الله تعالى عليك، واستغل هذه الرغبة بالمبادرة الفعلية إلى التعلم والأخذ بالأسباب، وكن على ثقة من أنك ستصل –بإذن الله تعالى– إلى ما ترجوه وتتمناه ما دمت آخذًا بالأسباب، جادًا مجتهدًا في تحصيل العلم النافع، وسييسِّر الله تعالى لك الطريق التي توصلك إلى ذلك.

وقد أصبت –أيها الحبيب– في أن من يُريد التفقه في كتاب الله؛ فإنه محتاج إلى تعلم اللغة التي نزل بها هذا الكتاب العزيز، وهي اللغة العربية، وتعلم اللغة العربية سهل يسير -بإذن الله– ليس بالأمر الشاق، لا سيما على مثلك ممن يعيش في بلد العراق التي هي معدن العلم والعلماء.

والأسباب كثيرة ومتوفرة في هذا الزمن الذي نعيشه، والإنترنت مملوء بالمواد التعليمية التي تُسهِّل لك الطريق، فاحرص على أن تتلقى العلم من أهله، ولذا نحن نوصيك بأن تتعرف على مواقع العلماء الثقات لتأخذ العلم منهم، فإن لم تجد في بلدك من يؤدي هذا الدور فمواقع العلماء كثيرة على الإنترنت.

ومن أمثل المواقع وأحسنها في هذا الباب موقع العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله تعالى– فلو دخلت على هذا الموقع لوجدت علومًا كثيرة بأسلوبٍ سهلٍ يسير تنفعك وتُسهل لك الصعب بإذن الله.

تعلمك للغة يعني أن تبدأ بصغار العلم قبل كِباره، وأن تأخذ العلم شيئًا فشيئًا، فعلم النحو ينبغي أن تدرس متن الآجرومية بشرحٍ من شروحه المبسطة، مثل: شرح الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد –رحمه الله تعالى– وكذا العلامة ابن عثيمين -كما قلت لك- وشرحه موجود مطبوع، وستجده على النت أيضًا.

فإذا أخذت شيئًا من علم النحو فينبغي بعد ذلك أن تتوجَّه إلى علم التصريف، وفيه أيضًا كتب كثيرة مطولة ومختصرة، ثم بعد ذلك علم البيان والبلاغة والبديع، وفيها كتبٌ كثيرة أيضًا، من أسهلها وأحسنها كتاب (البلاغة الواضحة) للأستاذ علي الجارم، ومن معه.

وفي علم التصريف هناك كتب كثيرة منها (شذا العرف في فن الصرف) لكن أهم ما نوصيك به أن تتلقى هذا العلم عن المتقنين له من العلماء والمشايخ ولو بالوسائل الحديثة، وهي الاستماع للشروح الموجودة على الشبكة العنكبوتية، ورويدًا رويدًا وقليلاً قليلاً ستصل –بإذن الله تعالى– إلى ما تؤمِّله وترجوه.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رماديه

    *شششكرا جزيلا لسائل والمجاوب..ادعولي تفكيري منشغل في نفس السؤال*

  • رومانيا ريفان

    اعجبني منشورتك رائع وكان جميل كم أحب المنشورت الجميله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً