الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لي الحكم على الآخرين بمجرد فعل معصية ما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2260665)، مشكلتي هي في الحكم على الآخرين، أنا فعلاً مقتنع جداً بكل ما قيل لي، وقد سمعت لأحد الدعاة وهو يتكلم عن موضوع الحكم على الآخرين، واقتنعت بالكلام لكن للأسف.

أشعر بأنه مرض في قلبي، أحكم على شخص يفعل أي معصية بأنه سيء رغم أني مدرك أنني لا علم لي به.

أحكم وأتسرع في عقلي وقلبي، لكن لا أحدث أحداً عنه أو أغتابه.

وعندما أرى شخصاً يفعل معصية أذكّر نفسي ببعض الكلام الذي يقنعني بأنه إنسان صالح، بل ويمكن أن يكون أفضل مني، ولكن أول إحساس يكون بأنه سيء، فمثلا اليوم كنت أشعر براحة نفسية جميلة جدا وأرى المسلمين كلهم صالحين، وأننا أمة واحدة، حتى رأيت شخصاً يفعل معصية معينة فراودني الإحساس مرة أخرى.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه؛ فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: من المفيد أن الإقناع الفكري لديك قائم، وهذا يسهل عليك -إن شاء الله- اكتمال الطريق بسلامة وأمان.

ثانياً: إحسان الظن بالمسلمين خلق إسلامي حث عليه الدين، وليس معناه أن الجميع لا يخطئ أو أن من أصاب في أمر لا يخطئ في غيره، بل فائدة إحسان الظن تكمن في تفسير أخطاء الغير على وجه خير، وحين يعجز المرء عن التفسير يقول في نفسه لعل له حسنات قد فعلها بينه وبين الله مكفرة لهذا الذنب.

ثالثاً: من الأمور الهامة التي تعينك كذلك, أنك لست مكلفا إلا بنفسك ولن تحاسب على أخطاء غيرك، وأن السير خلف إساءة الظن قد يدفعك إلى التهلكة من حيث لا تشعر، وهذا الحديث يفسر لك المراد: عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته).

رابعاً: الأمر ليس مرضا فكريا لكونك مقتنع بغلطه، وليس مرضا قلبيا عسير التغيير بل هو إن شاء الله في دائرة الممكن لكن يحتاج إلى صبر، وكلما رأيت معصية احمد الله أن الله عافاك، وسل الله لمن فعلها أن يغفر له، مع كتمان ذلك وستر الفاعل.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يرضيك، وأن يعينك على طاعته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر صابرين عبد الله

    أنا شخصيا كنت أعرف (ناظرة الحضانة بمدارس الجولف) اسمها (رانيا حسنى صلاح الدين محمد). المفروض أنها مربية أجيال محترمة. تقول لأبنتى فى عيد ميلادها الثانى (يا رقاصة يارقاصة يا رقاصة, الرقاصة مستنية النقطة!!!). و زوجها المفروض انه (المهندس المحترم) يقول لأبنتى وهى لم تتجاوز العام والنصف وهى رضيعة (شلأ)!!!.و أبوها (الحاج) يقول لابنتى الرضيعة وقتها (يا رقاصة يارقاصة يا رقاصة ياللى ملاقتيش أب يربيكى؟؟؟). المصيبة أنها تبرر هذا بالهزار!!. فلماذا لم تهزر هكذا مع ابنتها؟؟؟!!. برغم ابداء استيائى من هذه الألفاظ والاسلوب المصاحب لها لأبوها الحاج. وخصوصا أننى لم يصدر منى أى حرف فى حق ابنتها البالغة من العمر الثامنة وقتها وهى التى كانت تفتح الحقائب والادراج و تأخذ ما تراه فيها !!. و تفتح الابواب المغلقة على بلا استئذان!!, و تتدخل و تنقل كلام من الخطورة بمكان على سنها أن تعرفه!!!. ولا تحترم من هم أكبر من أمها وأبيها؟؟. مهما بلغت بخطأ كل هذه الأفعال؟؟؟. وهى المفروض الطفلة لا أجد فى وجهها براءة الاطفال المفترض وجودها فى مثل هذا السن؟؟؟!!. فلا تنخدعوا مثلى فى هذه الشخصية هى و أهلها كما انخدعت انا. المهم أخلاق المدرسين الذين يعلمون أبنائنا قبل عملهم كمعلمين لهم. و حسبنا الله و نعم الوكيل.

  • مصر صابرين عبد الله

    يتخذ والد الاولاد الرؤية فرصة لتهديدى سواء بلسانه أو بأرسال زمايله فى الشغل فى مكان الرؤية, (انه راح يعمل كتير. و هياخذ الاولاد منى). غير ان أبوه عنده بلطجية, و عنده سلاح مرخص. و لو تم تعديل الرؤية الى استضافة لا قدر الله ممكن يقتل الاولاد بلعبهم بالمسدس مثلا و ساعتها هيبقى قضاءا وقدرا فى نظر القانون ؟؟!!. وأن اهم حاجة عند أهله لاهو ولا اولاده بل هى أمواله و ميراثه. بقول أبوه له (لا انت ابنى ولا أعرفك لو اديت لها مليم أحمر). حيث انى اكتشفت بعد زواجى منه انه مريض عقليا ونفسيا, و أنه فاقد الاهلية, وهذا هو الواقع الأسود للأسف. فدفع الضرر مقدم على جلب المنفعة. و حسبنا الله و نعم الوكيل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً