الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغدة الدرقية عندي سليمة لكني أتعرق بشدة.. ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 19 سنة، عندي ثلاثة استفسارات:
1 - بشرتي قمحية وولدت بتصبغات من منطقة الأرداف ( أكرمكم الله ) إلى الركبة تقريبًا، ولونها مائل إلى السواد، وهذه التصبغات بعد القراءة في الإنترنت وجدت أنها تختفِ بعد سن السابعة تقريبًا، ولكنها لم تختف معي، وهي تسبب لي مشاكل نفسية؛ لأن مساحتها كبيرة كما ذكرت سابقًا.

2 - أعاني من التعرق الشديد في جسدي كاملا دون الوجه ( من الرقبة إلى القدم ) حتى في فصل الشتاء، وعند كتم أي جزء من جسمي يتم حدوث التعرق الشديد، وأتذكر أني عملت تحاليل للغدة الدرقية، وكانت سليمة، فما العلاج؟

3- عند البقاء في مكان دون تكييف أشعر بأن جسمي يأكلني من الداخل، وتحدث كلما أنتهي من التنفس ( الزفير )، وعندما أذهب إلى النوم يكون التكييف باردًا جدًا، ولكن عندما أتغطى باللحاف أشعر بتلك الحالة، ولا أستطيع النوم حتى عند التجرد من الملابس، فما السبب والعلاج؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لمشكلة التصبغات الخلقية التي ولدت بها، لا يمكن التأكد من نوعها من خلال الوصف المذكور فقط، لوجود أنواع متعددة منها، ولكل نوع منها خصائص إكلينيكية مميزة وتختلف درجة الخطورة وكيفية المتابعة، والعلاج من نوع إلى آخر، ويجب التأكد من ماهيتها وتشخيصها الدقيق بواسطة الطبيب المعالج.

لذلك يجب التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية لتشخيص المشكلة، وقد يكون التشخيص بواسطة فحص الجلد فقط، أو قد يحتاج الطبيب إلى بعض الإجراءات الأخرى، مثل: أخذ عينة جلدية، وفحصها ميكروسكوبيا للتأكد من التشخيص، ويتم مناقشة السبل المتاحة للعلاج بعد ذلك.

لا يوجد سبب واضح لزيادة التعرق الغير مرتبط بأمراض عضوية واضحة مثل بعض أمراض الغدد الصماء كزيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بعض الأمراض العصبية، وأنصح بزيارة الطبيب لأخذ التاريخ المرضي، ولتوقيع الكشف الطبي، وعمل بعض الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوك من هذه الأسباب التي تؤدي إلى زيادة التعرق، ومن الجيد أنك قمت بعمل فحص معملي لتقييم وظائف الغدة الدرقية، إذا لم يكن هناك سبب واضح عضوي، ففي الغالب يكون سبب زيادة التعرق هو نتيجة زيادة حساسية مركز الشعور بالحرارة بالمخ، أو الأعصاب (السمبثاوية) المغذية للغدد العرقية.

النوع الأكثر شيوعًا من زيادة التعرق هو النوع الذي يكون به زيادة التعرق محدد في بعض الأماكن مثل كفوف الأيدي، أو باطن القدمين، أو تحت الإبط، أما النوع الآخر، والأقل شيوعًا هو الذي يكون به زيادة التعرق بكل الجسم.

العلاج يكون باتباع بعض التعليمات العامة مثل: ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من أنسجة تمتص العرق، والجلوس في أماكن باردة باستمرار، وبالإضافة للتعليمات العامة توجد بعض العلاجات الموضعية للأماكن المحددة التي توجد بها تعرق زائد مثل: كفوف الأيدي، أو باطن القدمين، أو تحت الإبط، والتي تكون في أغلب الأحيان فعالة مثل:

• استخدام unfragranced aluminium salt preparation بتركيز من %10 إلى 25% مثلor spirial Drichlor liquid، أو من خلال تركيبة في الصيدليات مفيد جدًا، ويكون الاستعمال بواقع مرة يوميًا لعدة أيام متتالية لحين السيطرة على التعرق، ثم مرة أو مرتين أسبوعيًا للحفاظ على النتيجة، وهذا العلاج فعال، ومفيد جدا في حالتك.

• يمكن حديثًا العلاج بالحقن بالـBotox بالأيدي، أو تحت الإبط، وناقش طبيبك المعالج في كل الأمور المتعلقة بالبوتكس، ومدة فعاليته والأماكن التي سوف يتم الحقن فيها.

أتصور أن التعليمات العامة السابقة والعلاجات المذكورة ستكون كافية في السيطرة على التعرق الزائد المحدد، أما في حالتك والعرق يحدث بالجسم بشكل عام، أو بالإضافة للأماكن المذكورة، فتوجد بعض العلاجات التي يتم تناولها بالفم للتقليل من إفراز العرق، ولكن لها آثار جانبية معروفة مصاحبة، ويتم وصفها بواسطة الطبيب الباطني بعد مناقشتك في كل الأمور المتعلقة بها، وإن كنت لا أنصح بتناولها.

أخيرًا بالنسبة للحكة المرتبطة بالتعرق، وأتصور أنها المشكلة الرئيسية في شكواك، فتعرف بالارتيكاريا المادية، أو الفيزيائية، وتوجد منها أنواع مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو الضغط، أو بداية التعرق وتغير درجة حرارة الجسم، وأتصور أن النوع الأخير هو الذي تعاني منه مع زيادة درجة حرارة الجسم، وبداية التعرق، وهذه الأنواع من الارتيكاريا تحتاج إلى التواصل المستمر مع الطبيب، والمتابعة والمثابرة لتجربته علاجات متعددة حتى يتم السيطرة على الأعراض التي تشتكي منها -إن شاء الله- ويجب محاولة تجنب التعرق قدر المستطاع، وذلك بتجنب الاستحمام بالماء الساخن، أو ما شابهه، وتجنب لبس الملابس الثقيلة الغير مناسبة للجو المحيط، وبالأخص المصنوعة من الأنسجة الصناعية، ويجب أيضا تجنب تناول المأكولات الحارة والحرِّيقة، ولهذا النوع من الارتيكاريا مواصفات خاصة، كونه يظهر في غضون نصف ساعة من بداية التعرق، ويستمر في الغالب لمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة، ثم تختفي ويكون الطفح الجلدي المصاحب للحكة، أو الحرقان صغير في الحجم.

ويمكنك العلاج باستخدام مضادات الهستامين من الأجيال الحديثة مثل:Fexofenadine 180mg or Desloratine or Levocetrizine بواقع قرصا واحدا مرة واحدة يوميًا صباحًا، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـAtarax 10 to 25 mg مرة واحدة مساءً إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مُرْضي للمريض باستخدام الأنواع الحديثة فقط، ويوجد علاجات متعددة أخرى يكون استخدامها بعد تقييم الطبيب للحالة إكلينيكيًا، ومتابعة مدى استجابتها للعلاج، ولذلك أنصح أن يكون علاجك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأيضًا للتأكد من التشخيص، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية اللازمة، أو ما شابهه، وقد تحدث المشكلة في الصيف، أو الشتاء، وتختلف فترة الإصابة بالمشكلة من شخص إلى آخر، ولا يمكن تحديد مدة معينة لانتهاء المشكلة، ولكن لا بد أن تكون متفائلا.

أتمنى لك التوفيق والشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً