الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن يعيش والدي معي بعد الزواج، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم على موقعكم الموقر والهادف، والذي تسعَون من خلاله إلى تقديم النصح والإرشاد لأبناء الأمة العربية، جزاكم الله خيرا، ووفقكم العلي الكريم إلى ما يحب ويرضى.

في البداية: أنا شاب عمري 28 سنة، ومقبل على الزواج، ولكن عندي شرط للزواج، وهو أن يبقى أبي معي بعد الزواج في شقتي، حيث أعيش معه الآن في منزل العائلة بعد وفاة والدتي -رحمها الله- وأنا غير مستعد أبدا أن أترك أبي ذا الـ (63) عاما يعيش بمفرده.

أقول لنفسي: ليست هذه المكافأة التي أقدمها له بعد أن وضعني هو وأمي في هذه المكانة المرموقة من التعليم، وأيضا مكانتي في المجتمع.

أقول لنفسي: ما هذا الجحود في أن أترك أبي يعيش بمفرده؟! فقررت بعد وفاة أمي أني سوف أجهز له غرفة في بيتي؛ كي يعيش فيها معي، ولكن بعض زملائي يقولون: إن هذا الشرط صعب تحقيقه؛ لأنه لا توجد فتاة ستقبل بهذا الوضع. وأنا في قرارة نفسي مقتنع جدا بهذا القرار.

أريد منكم أن تسدوا إلي النصح والإرشاد في هذا الموضوع من حيث الناحية الدينية، وهل أثبت على موقفي حتى النهاية؟ علما بأني أنهيت موضوع ارتباط بفتاة منذ أيام قليلة؛ لكونها رفضت أن يعيش أبي معنا.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وليهنك البر بوالديك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

لقد أحسنت بحرصك على رعاية والدك، ورحم الله والدتك، وستجد -بحول الله وقوته- من توافق على شرطك، ولا تلتفت لكلام من لا يعينك على البر، فحق الوالدين عظيم، ورعايتهم عند الكبر واجبة، بل لا بد من خفض الجناح لهما، والسهر لراحتهما، قال تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}.

ما قمت به هو الصواب من الناحية الشرعية، وحق الوالد عظيم، وقد ربطه ربنا العظيم بتوحيده، وجعل رضاه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.

وإذا لم تقبل بعض الفتيات بشرطك؛ فذلك لأنهن تربين على ثقافة المسلسلات، وليس على الثقافة الشرعية، والدين الإسلامي يدعو إلى احترام الكبير وخدمته والعطف عليه، (وليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)

وعندما تجد من تريد أن تكرمك وتكرم والدك، فقم بواجبك كاملا تجاهها، وحافظ عليها؛ فإنها درة غالية، وتذكر أن الشريعة التي تدعو للشفقة على الوالد، هي الشريعة التي تقول لك: {وعاشروهن بالمعروف}.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، وبشرى لك بثمار البر اليانعة، ومرحبا بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية WADAH

    اقولها لك اخى الكريم مادام انت حريص على والدك سوف يرزقك الله الزوجه الصالحة والحمد لله البنات الصالحات موجودات بكثره

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً