الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تقرحات في اللسان على شكل خطوط بيضاء، فما سببها وعلاجها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أن أشكركم على هذا الموقع المبارك، والذي يخدم الناس، أسأل الله العلي القدير أن يحفظكم لما فيه الخير والصلاح.

أنا شاب عمري (21) سنة، لا أدخن، ولا أتعاطى أيَّ شيء، ظهرت عندي قبل فترة ما يشبه القرحة في مقدمة لساني (الحد الفاصل بين سطح اللسان وظهره) على شكل خط أبيض صغير جداً، وبعدها اختفى، ثم ظهر عندي هذا الخط في مكان آخر بشكل منحني، ثم اختفى وظهر في مكان آخر -أيضاً- على شكل خط عريض صغير.

البارحة ظهرت عندي دائرة حمراء، وحولها هالة بيضاء، وهذه الهالة تشبه الخطوط السابقة، وكل تلك الخطوط التي تظهر غير مؤلمة، كما يصاحب ذلك أن حليمات اللسان تصبح على شكل الأصبع ومحمرة.

علماً أني أحس بحرقة في مقدمة لساني، ولونه مائل إلى البني أو الأسود، أما الجزء الباقي فلونه وردي أبيض.

ذهبت إلى طبيب أسنان وأطباء أمراض الفم، وقالوا: إن ذلك (Trumatic ulcer)، وليس فيه ما يدعو إلى القلق.

ما سبب هذه البقع البيضاء؟ وما علاجها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي الكريم.

إن الذي تشتكي منه هو عبارة عن قرحات قلاعية، تظهر عادة على النسيج اللثوي المخاطي الفموي، وأكثر أماكن تواجدها هو باطن الخد، والشفة، والجوانب، وذروة اللسان، وهي عبارة عن اندفاعات حمراء محاطة بهالة بيضاء، ومن أعراضها:

-شعور بدغدغة، أو لسع طفيف داخل الفم قبل ظهور القرحة مباشرةً.

-يصاحبها حمى خفيفة.

-الشعور بالخمول.

-التهاب العقد الليمفاوية.

بالرغم من تكرار ظهور قرحات الفم، إلا أن السبب المحدد لظهورها يظل غامضاً، وغالباً ما يرجح سبب ظهورها هو الضغط النفسي.

ومن الممكن حدوث إصابة ينتج عنها ظهور قرحات الفم كعضِّ اللسان، أو جرح اللثة أثناء الأكل، كما أن من الممكن أن يزيد الطعام الخشن من تكرار حدوثها.

وقد تنتج هذه القرحات الفموية عن أسباب أخرى مثل:

- ضعف الجهاز المناعي.

- سوء التغذية.

- نقص فيتامين (B12)، أو الزنك، أو حمض الفوليك، أو الحديد.

- مرض متعلق بالمعدة والأمعاء.

- الحساسية من نوع معين من الطعام.

- الدورة الشهرية عند النساء.

أخي الكريم: إن وجود مثل هذه القرحات ضمن الفم أمر طبيعي، ولا يستدعي القلق، لكن القاعدة الطبية تقول: إن أيَّ قرحة تستمر أكثر من أسبوعين مع العلاج، تستدعي حينها مراجعة الطبيب لعمل استقصاء أوسع.

وعادة ما تستمر هذه التقرحات مدة (7 إلى 10) أيام مع العلاج، وتختفي بعدها، وفي حال تكرار المسبب، يمكن أن تظهر في مكان آخر، أو في نفس المكان.

يكون علاج التقرحات الفموية باستخدام المضامض الملطفة، ومراهم حاوية على (التريامسينيلون) مثل: (kenalog in orabase)، أو محاليل حاوية على حمض الصفصاف، وجميع هذه الأدوية هي أدوية ملطفة للحالة.

كما يمكن اتباع بعض التعليمات لتخيف الألم المرافق للقرحة القلاعية كالتالي:

- ضع الثلج على أماكن القرحة؛ فهو يساعد على احتمال الألم، وتسريع اختفاء القرحة.

- فرِّش أسنانك برفق؛ وذلك لسرعة انحسار قرحة الفم، مع مراعاة عدم الاحتكاك بالقرحة، وينصح باستخدام فرشاة ناعمة.

- اغسل فمك بماء وملح؛ وذلك لتوفير وسط معقم، مما يساعد على الشفاء.

- استخدم مخففات الألم كالإسبرين، والمخدر الموضعي، لكن ينصح استخدامها بحذر.

- ابتعد عن الأطعمة التي تضايق الفم، مثل الأطعمة الحمضية، والفول السوداني، وأنواع من البهارات.

- لا تأكل وتتكلم في نفس الوقت؛ حتى لا تقوم بعَضِّ لسانك أو قاعدة الشفاه.

وأخيراً أسأل الله لك الشفاء العاجل، مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات