الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت العديد من الأدوية النفسية وحالتي لم تتحسن.. فهل من مساعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته
أنا من سوريا أبلغ من العمر (45) سنة، منذ أربع سنوات أصابتني حالات غريبة هي: سرعة ضربات القلب، وتنميل أطراف اليد والقدم، وجفاف الفم، وجع في أنحاء الجسم، فأنا أشعر وكأن هناك شيئا يسحب من جسدي، سخونة شديدة في جميع جسمي، أشكو من الخوف لدرجة الشعور بالموت في تلك اللحظة، ثم بدأت حالتي بالتدهور، فنصحوني بالذهاب إلى دكتور أعصاب، وكان ذلك في عام (2011 -2012)، فصف لي: (Medazepan-Faverin-Rokam-Parkomet-Esipra)، (حقنFluanxol).

ثم بعدها ذهبت إلى مصر، وظللت أستخدم العلاج لمدة أربعة شهور، مع محادثة الطبيب، ولكن حالتي في تدهور مستمر، فقد ثقل كلامي، ونطقي للأحرف أصبح صعباً، حتى إنني أصبحت غير قادرة على نطق بعضها، صرت أبكي بشكل مستمر، ولا أعلم السبب، فعدت إلى سوريا فأسعفت إلى المستشفى في حالة طارئة، فتم تحويلي إلى دكتور نفسي.

وصف لي (سيروكسات - البابكس)، لمدة من (6 - 9) شهور، عدت إلى مصر مع استمرار الدواء، تناولته حوالي أربعة شهور، وجدت تحسناً ممتازاً فأوقفته من تلقاء نفسي، وبعد ثلاثة أسبايع تدهورت حالتي، فصارت الأعراض تأتيني ثلاث مرات يومياً، رجع شعور الخوف الشديد لي من الأحداث التي حدثت في سوريا، ذهبت لأطباء كثر، وصفوا لي أدوية كثيرة منها: (Tegrtol) عيار (200)، وصلت الجرعات منه لست حبات يومياً، (زنكس) أربع حبات يومياً، (باروكستين - فافرين - لسترال - بروثيادين - دوكماتيل - مودابكس) وصلت جرعات الأدوية يومياً حوالي أربع أدوية، صرت أتناول من (10 - 12) قرصا يومياً، فزاد وزني حوالي (20) كيلو، وازداد خوفي أكثر من السابق، مع شعوري بالخنقة دائماً، لم أعد أرغب في رؤية أحد، حتى أولادي، ألزم غرفتي دائماً، لم تعد لي الرغبة في إكمال أعمال المنزل، أشعر بالخوف من صوت القرآن، ومن سماع الشيوخ وكلامهم عن الموت، علماً بأنني ملتزمة في صلاتي وفي قراءة القرآن والأذكار.

منذ أربعة شهور وأنا أتعالج عند طبيب وصف لي (توبامكس - ايفكسور - بروثيادين - دوكماتيل)، سببت هذه الأدوية إفراز الحليب، فأوقفها الطبيب، وتحسنت لفترة بسيطة جداً، ثم عادت لي الحالة نفسها، طلب مني الطبيب تغيير الدواء كله في (2015/3/23)، فأوقفت كل الأدوية ما عدا (Apetryl) قرصين يومياً.

زادت عصبيتي بشكل لا يطاق، ولا أريد أن يكلمني أي أحد حتى أولادي، أشعر بأنني أريد تكسير كل شيء أمامي، لا أفارق سريري، أعاني من اكتئاب شديد، وما زالت أزمة الخنقة دائمة، مع ألم شديد.

أرجو مساعدتي ونصحي بالحل المناسب لحالتي في أقرب وقت، وجزاكم الله خيراً، وأعتذر عن الإطالة، لكن حالتي ووجعي لا يعلم بهما إلا الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضل الكريمة: حالتك هي حالة نفسوجسدية؛ لذا تحسين بتسارع ضربات القلب، وكذلك تنميل في الأطراف، وجفاف في الفم، وسخونة بالجسد، ويظهر أن هذا كله مرتبط بمزاج اكتئابي؛ لذا كان ميول الأطباء في مصر وفي سوريا هو أن يتم علاجك عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب، وقلق المخاوف، والتوترات.

وربما يكون أصلاً شخصيتك لها بعض الميول للقلق، وهذا ليس عيبًا، وليس علة، وليس مرضًا؛ لأن الناس تختلف تمامًا في تركيبتها الوجدانية والنفسية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت يجب أن تُركزي على العلاجات الغير دوائية، الأدوية متقاربة ومتشابهة لدرجة كبيرة، وأنا شخصيًا لا أُحب الإكثار من الأدوية، دواء واحد إلى دواءين من محسِّنات المزاج الجيدة بجرعة صحيحة ربما يكون كافيًا جدًّا، لكن أن تجعلي نمط حياتك إيجابيًا، أنت في عمرٍ فيه متغيرات هرمونية كثيرة عند النساء؛ فلذا لا بد أن تكوني نشطة، أن تمارسي نوع من الرياضة مثل رياضة المشي، أن تنامي ليلاً مبكرًا، وتتجنبي النوم النهاري، يكون لك وجود حقيقي داخل الأسرة، وتكوني دائمًا إيجابية التفكير.

هذا مهم جدًّا، تغيير نمط الحياة، تغيير نمط التفكير، تغيير المشاعر، هذا كله يُساعد الإنسان حتى يكون إيجابيًا في حياته، ويزول عنه الاكتئاب.

عقار (إفكسر) من الأدوية الممتازة، وممتازة جدًّا، لكن تحتاجين أن تتناوليه بجرعة كبيرة، تصل إلى مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، ثم تُرفع إلى مئتين وخمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، هذا الدواء ربما يفيدك، وأرجو أن تستشيري طبيبك في ذلك.

أما بقية الأدوية فهي إضافات اجتهد الأطباء فيها، (التوباماكس) دواء يُقال أنه يُعزز فعالية الأدوية الأخرى، وكذلك (بروثيادين)، أما (الدوجماتيل) فبالفعل قد يرفع من هرمون الحليب عند النساء؛ لذا إيقافه كان قرارًا صحيحًا.

عقار (إبتريل Apetryl)، هذا غير معروف لديَّ؛ لأن الاسم اسم تجاري، لكن أنا على ثقة أن الطبيب الذي وصفه لك لابد أن يكون على ثقة أنه سوف يفيدك.

فركزي على مضاد للاكتئاب واحد، وبجرعة كاملة، مع التدعيم التام للدواء، من خلال التغيُّر الإيجابي في نمط الحياة، هذا – أختي الكريمة – يُساعدك كثيرًا.

وتمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، أزمة الخنقة هذه تزول من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، فارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015)، وطبقيها بحذافيرها وباجتهاد ومواصلة، تجدين فيها خيرًا كثيرًا.

ويا أيتها الفاضلة الكريمة: الدعاء، الدعاء هو سلاح المؤمن، فاحرصي على ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً