الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت أسرتي حجابي عدا أحد أقربائي ولذلك ملت إليه، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (18) سنة، وهدفي الالتزام والبعد عن المحرمات، المشكلة التي تصادفني هي أنني أعيش في أسرة تفضل عدم لبس الحجاب الشرعي, وحينما قررت لبس الحجاب وجدت رفضاً كبيراً، ولم أجد سوى شخص واحد قام بدعمي وتشجيعي، حينما تجتمع الأسرة يقولون بأننا نفضل العيش، رغم ذلك أنا أعمل جاهدة على مفارقة هذا الشخص لنيل مرضاة الله، فبقيت لوحدي, تراودني الوساوس كي أعود للتحدث معه، فهو الوحيد الذي يدعمني في هذه الأمر، فكيف أكون أقوى ولا أضعف له؟

أرجو المساعدة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسـل الله أن يوفقك ويهديك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أسعدتنا رغبتك في الالتزام والحجاب، ونتمنى أن تتحول النيات الصالحة إلى أعمال، واعلمي أنك في أهم فترات العمر، والعبادة، والنشاط، وقد قالت حفصة بنت سيرين -رحمة الله عليها-: (يا معشر الشباب عليكم بالعمل فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)، وأرجو أن تبحثي لنفسك عن صديقات صالحات، وابتعدي عن الذي أيدك طالما كان أجنبياً عنك، وقد عرف عنك الخير، وعرفت عنه الخير، ومن المهم أن تحفظي لكل أفراد العائلة مكانتهم ومقاماتهم، ولكن لا تطيعيهم إذا رفضوا الالتزام والحجاب، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ونبشرك بأن من تركت شيئاً لله، عوضها الله خيراً، ومن رغبت في إرضاء الله وإن سخط الناس، رضى الله عنها، وأرضى عنها الناس، ولكن المصيبة في من تقدم إرضاء الناس فيسخط الله عليها ويسخط عليها الناس.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تحشري نفسك مع الصالحات، والمرء حيث يضع نفسه، وقولي لي من تصادقين أقل لك من أنت كما قيل، ولا شك بأن تأثير المرأة على المرأة أكبر، خاصة المرأة المتدينة لأن الفطرة ميالة إلى الالتزام والتمسك بدين الفطرة، واستعيني بالله واستمدي منه سبحانه القوة والثقة.

سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار ونسأل الله يرزقك الالتزام، وأن يسعدك على الدوام.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً