الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بمرض الفصام ويخيّل لي أنني عيسى ابن مريم.

السؤال

السلام عليكم

أنا مصاب بمرض الفصام منذ أكثر من عشر سنوات، يخيّل لي أني عيسى ابن مريم -عليه السلام-، ومنذ 6 سنوات داومت على العلاج، وقد كنت منعزلا عن الناس في غرفتي لا أقابل أحدا أبدا، وأخاف مقابلة الناس، والآن حالتي تحسنت كثيرا، وصرت أقابل الناس ولا أخاف، وعزمت على الزواج، وعقدت النكاح، لكن عندي فكرة جاءتني منذ خمس سنوات: أن المشركين والكفار والمنافقين يخيّرون في الآخرة بين النار، أو يكونون ولدانا مخلدين في الجنة يخدمون المؤمنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخِي الكريم: من الواضح أن حالتك ممتازة جدًّا ومتحسِّنة جدًّا، حيث إنك تُدرك وبصورة واضحة وجليَّة واستبصاريَّة أن الفكرة المتسلطة عليك -وهي تخيلك أنك عيسى ابن مريم عليه السلام- هي فكرة خاطئة، ولذا أنت تقول أنك تتخيل، وهذا أعجبني كثيرًا، أما الشخص الذي لا زال تحت وطأة المرض فهو لا يعتقد أنه يتخيل، إنما يقول ويُحتِّم ويؤكد أنه بالفعل هو عيسى ابن مريم -عليه السلام-، فالحمد لله تعالى أنت الآن مرتبط بالواقع، ومستبصر، وهذه درجة عظيمة جدًّا من التحسُّنِ.

أيهَا -الفاضل الكريم-: استمر مع طبيبك، وانتظم على أدويتك، وعش حياتك بصورة طبيعية، وإقدامك على الزواج قطعًا سوف يُساعدك كثيرًا، خاصة إذا وجدت المرأة الصالحة والراشدة التي تتفهم وضعك.

بالنسبة للفكرة التي تأتيك حول الكفار والمشركين والمنافقين ومآلهم في الآخرة: هي فكرة وسواسية، هذه ليست فكرة فصامية أبدًا، هذا نوع من الوساوس التي تأتي للإنسان، فحقِّر هذه الفكرة تمامًا، ولا تهتم بها أبدًا، وإن سيطرتْ عليك ربما تحتاج لإضافة أحد الأدوية المضادة للوساوس وبجرعة صغيرة، لكن هذا يجب أن يكون باستشارة طبيبك المعالج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك -أيهَا الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك عاجل العافية والشفاء.

نحن -أولاً- نُهنئك ونبارك لك ما مَنَّ الله تعالى عليك من التحسُّنِ وزوال كثير من آثار هذا الداء الذي تعانيه، ونسأل الله تعالى أن يُتمَّ عليك نعمته ويُعجِّل لك بالعافية التامة.

أما ما ذكرته من الفكرة التي صارت تراودك فهي من آثار هذه الوساوس، فلا ينبغي لك أن تهتمَّ بها ولا تعبأ بها، لا تُلق لها بالاً، ولا تناقشها، ولا ينبغي لك أن تسأل عنها أو تشتغل بها، وسلوكك هذا سيُذهبها عنك -بإذن الله تعالى- عن قريب، فليس لها علاج أمثل ولا أحسن من هذا الإعراض عنها، وهي لا تؤثر في دينك أبدًا؛ لأنها من آثار الوساوس، وإلا فقد أخبر الله تعالى عن المشركين والكفار والمنافقين بأنهم خالدون في نار جهنم، والآيات الدالة على ذلك كثيرة في كتاب الله تعالى، ولكنك لا تُؤاخذ بما يُلقيه الشيطان في صدرك من هذه الأفكار أو الوساوس، وعلاجها أن تنصرف عنها تمامًا، وألا تشتغل بها، وستزول عنك بإذنِ الله.

أما أطفال المشركين الذين يموتون قبل البلوغ، فهذا قد قال بعض الناس من أهل العلم بأنهم يكونون في الجنة ولْدان، وقد قيل فيهم غير ذلك من الأقوال، فيمكن أن تكونَ قرأتَ أو سمعتَ شيئًا من ذلك فتبادر إلى ذهنك خلاف ما هو مقرر، وعلى كل حال فإن علاج التخلص من هذه الفكرة هو الإعراض التام عنها.

نسأل الله تعالى أن يمُدَّك بالعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً