الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أعاني من الرهاب بعد انفصال والداي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لكم مساعدتكم واستماعكم، وإجابتكم الوافية لأسئلتي.

أنا فتاة عمري 17 سنة، والداي منفصلان، مررت بصدمة نفسية بعد انفصالهم، ومرضت، وأصبحت أعاني من الرهاب، فلا أخرج من البيت بسبب مرضي، وأصبحت أتردد في اتخاذ الكثير من القرارات، وأحيانا أشعر بأنني أمثل أنني مريضة، ولكنني تراجعت في دراستي، فأنا في آخر سنة من المرحلة الثانوية، ولم أعش هذه السنة بسعادة كبقية صديقاتي وذلك لكثرة غيابي، فكنت أحياناً أختلق الأعذار للغياب عن المدرسة، وعدم الخروج من المنزل.

تغيرت طباعي كثيراً، فأحيانا أشعر بالتفاؤل، وأحيانا بالإحباط المؤقت، وإذا أردت اتخاذ قرار معين فلا أستطيع النوم لتفكيري به طوال الوقت، أشعر أحيانا بأن حياة البشر روتينية، وأنا من طبعي لا أحب الاستقرار، فكنت دائما أتنقل بين بيتنا وبيت جدتي، كما أنني أخاف من الطائرة، فقد أغمي علي ذات مرة في الطائرة.

أصبحت أعتزل الناس بعد أن كنت إنسانة اجتماعية، وأفكر بأشياء غريبة لن تحدث، فأرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/sara حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونقدر ظروفك جدًّا، وهو أن التبعات السلبية لانفصال الوالدين معروفة في بعض الأحيان، وأنت الآن تمرين بمرحلة عمرية فيها الكثير من التقلبات المزاجية، والتقلبات النفسية والجسدية والفسيولوجية والهرمونية، وهذه الظروف -إن شاء الله تعالى- عابرة، بمعنى أنها مؤقتة، وأن الأمر سوف ينجلي -إن شاءَ الله تعالى-.

لديك مشاعر قلق وخوف ورهاب، وشيء من عسر المزاج، لكنها لم تصل لمرحلة المرض، لا أريدك أبدًا أن تعتقدي أنك مريضة -أيتها الفاضلة الكريمة-، فهذه متغيرات طبيعية جدًّا في حالتك هذه.

الذي أنصحك به هو: أن تنظمي وقتك، وأن تجتهدي في دراستك، فالتميُّز الدراسي والأكاديمي سيعوضك عن أشياء كثيرة جدًّا -إن شاءَ الله تعالى-، واحرصي على الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء وتلاوة القرآن، والتواصل الاجتماعي الجيد، ولا تنقطعي عن جدتك، لأن الجدة بطبعها مساندة جدًّا في مثل حالتك هذه، وأنا متأكد أن لديك الكثير من الصديقات، فحاولي التمازج معهنَّ.

وأنصحك أيضًا أن تمارسي أي نوع من الرياضة البسيطة، كرياضة نط الحبل مثلاً أو شيء من المشي، الرياضة تُفيد جدًّا، واحرصي على النوم المبكر، لأن النوم المبكر يجعلك في حالة استقرار تام، وتستيقظين مبكرًا، وتؤدين صلاة الفجر، ثم تبدئين يومك بكل نشاط وحيوية، ويُعرف أن الإنسان إذا أنجز على مستوى يومٍ واحد، هذا يُمثِّل دافعية إيجابية ممتازة جدًّا، مما يجعلك تحسين بقيمة الحياة، ومن ثمَّ تكون هنالك المزيد من الإنتاجية والتوجُّه الإيجابي والعيش بأملٍ ورجاء، وهذا هو الذي نريده لك.

رهاب الطائرات أمر معروف جدًّا، وأنا وجدتُ أن الحرص على دعاء الركوب هو من أفضل معالجات رهاب الطائرات، كما أني أريدك أن تقرئي عن الطائرات، هذا الاختراع العجيب، اقرئي عنها، كيف اخترعتْ، من الذين قاموا باختراعها، ما هي التطورات التي حدثت فيها؟ وسوف تجدين معلومات مذهلة وعظيمة جدًّا تُقربك للطائرة، مما يُقلل -إن شاء الله تعالى- من خوفك ورهابك نحوها.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً