الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج البنت ممن تعرفت به عن طريق النت

السؤال

الإخوة الأكارم، السلام عليكم ورحمة الله.

لن أطيل عليكم، ولكني في حيرة من أمري! فلقد صارحتني ابنتي بأنها - وفي غمرة مشاركاتها في أحد المنتديات التي أحسبها محترمة - تلقت رسالة من أحد الأعضاء يطلب منها الخطبة والزواج، وعندها قامت بإرسال هاتف البيت إليه، وقالت له تقدم إلى خطبتي من أهلي، ولقد تقدم الشاب من دون أن أعلم بأمره وأمرها، ولم أوافق؛ وذلك بسبب انشغالي في عملي، وعدم وجود الوقت المناسب للسؤال عنه، أذكر هذا للأمانة.

ولكن بعد فترة من الزمن صارحت البنت أمها بأنها قامت بمراسلة هذا الشاب أكثر من مرتين أو ثلاث، علماً أنها أكدت أنها لم تحدثه بأي حديث يغضب الله!

الآن أنا مصر على أني لن أزوج ابنتي هذا الشاب، علماً أنه طلب مني أن أسأل عنه جيداً، وأنا أعتقد أني لم أسأل عنه، ولكني لا أريد أن أزوج ابنتي بهذه الطريقة! ما الحل؟ هل القرار الذي اتخذته صحيح؟ هل من مشورة أو نصيحة منكم لي؛ كي أتخذ القرار المناسب؟

علماً أن ابنتي تقول إنها معجبة بأخلاق هذا الشاب، وأسلوبه في الحوار، وطريقة تفكيره التي تقول إنها اكتشفتها من خلال كتاباته.

شكراً جزيلاً لكم.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يسددك، وأن يوفق هذه لفتاة لما يحب ويرضى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن الحياة الزوجية الناجحة هي التي تقوم على موافقة الفتاة وصلاح الخاطب، وقد جعلت الشريعة الأمر بيد الولي ليتدخل إذا لزم الأمر وكانت هناك أسباب حقيقية لرفض هذا الخاطب؛ وذلك لأن الرجال أعرف بالرجال، ويبدو أن هذا الشاب واثقٌ من نفسه، ولذلك طلب منك أن تسأل عنه جيداً، وهذا هو الدور المطلوب من أهل كل فتاة أن يحرصوا على مصلحة ابنتهم، فإذا تأكد لك صلاح هذا الشاب، فأرجو أن تُسارع لإتمام هذا الموضوع، ولا تقف في طريق ابنتك حتى لا تتأثر، وقد وجدت في هذا الشاب ما دعاها للقبول به، ووجد فيها ما دعاه لطلب يدها، ولا يفوتني هنا أن أسجل إعجابي بهذه الفتاة العاقلة التي لم ترد على الشاب ولم تتوسع في العلاقات كما تفعل الغافلات، ولكنها دلته على الباب الذي ينبغي أن يطرقه، والرجل الذي ينبغي أن يكلمه، وهذا التصرف يرفع من قدر المرأة عند أهلها وخاطبها.

ولا أظن أن هناك مانعاً من زواج ابنتك بهذه الطريقة إذا كان الرجل صالحاً، لأنها هي التي سوف تعيش معه، (والأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، وقد شعر كل منهما بالارتياح للطرف الآخر، وذلك أحرى أن يؤدم بينهما.

ونحن نخطئ حين نظن أننا يمكن أن نختار لبناتنا أزواجهن حسب المواصفات التي نراها مناسبة، وبعضهم يجبر بناته على القبول بالخاطب لقرابته أو لماله أو لأي سبب آخر، وقد يكون الخطيب ممتازاً ولكن الفتاة لا ترتاح له، وهي لا تملك هذا الأمر، فربما قابل الإنسان آخر في الطريق فكرهه دون سبب أو أحبه دون أن يقدم له منفعة، وهذه طبيعة في الإنسان رجلاً كان أو امرأة .

ولذا أرجو عدم الوقوف في طريق هذا الزواج بعد أن تتعرفوا على أحواله، وتسألوا عنه كما طلب منكم ذلك بنفسه، واحرصوا على أن يكون هذا في أسرع وقت.

نسأل الله أن يقدر الخير وأن يرضيكم به.
والله الموفق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً