الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بإرهاق مزمن لا يزول حتى بالراحة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 29 سنة، متزوج وأب لبنت, أعمل (كمسير) لصيدلية، وقد بدأت مؤخراً أعاني من إرهاق وتعب مزمنين لا يزولان حتى أثناء الراحة، حتى أنني أخذت إجازة لمدة 15 يوماً، لكن لا شيء تغير، بل بالعكس فقد أصبحت سريع الغضب والانفعال.

لم أعد أستطيع التحكم في أعصابي البتة, أصبحت سريع وشديد القلق، لدرجة أنني كرهت عملي، ولم أعد أطيق أحداً فيه, وقد عكر هذا الأمر كل حياتي!

هل ألقى عندكم تشخيصاً وحلاً لمشكلتي؟

بارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمر -إن شاء الله تعالى- في غاية البساطة، الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي يحدث للناس في بعض الأحيان لأسباب، وفي أحيانٍ أخرى دون أي أسباب.

الحمد لله تعالى أنت لديك عوامل استقرار كثيرة، لديك العمل الممتاز، والآن رزقك الله تعالى هذه البُنيَّة الأمُّورة، نسأل الله تعالى أن يجعلها من الصالحات وقُرة عينٍ لكما.

حالتك – أيها الفاضل الكريم – تتطلب أن تذهب إلى الطبيب - الطبيب العمومي، أو الطبيب الباطني –؛ لتجري فحوصات طبية شاملة وعامة، هذه الفحوصات أساسية لتُحدد مستوى الدم، وظائف الكلى، وظائف الكبد، مستوى السكر، الصفائح الدموية، وظائف الغدد، خاصة الغدة الدرقية، وهكذا.

فإذًا اجري هذه الفحوصات الأساسية، وإن شاء الله تعالى تكون مُطمئنة، وإذا كانت هنالك حاجة لأي علاج سيقوم الطبيب بإعطائه لك، ومن ناحيتك أريدك أن تُركز على الراحة من خلال النوم الليلي المبكر، هذا أفضل وسيلة للراحة، النوم الليلي المبكر، ثم الاستيقاظ لصلاة الفجر، وبعد ذلك تُخطط ليومك، وتقوم بمهامك -إن شاء الله تعالى- على أفضل ما يكون.

كذلك تناول الغذاء المتوازن، مارس بعض التمارين الرياضية، وأكثر من الاستغفار؛ لأن الغضب تُطفئ ناره من خلال الاستغفار والوضوء.

ويا أخِي الكريم: لا تقلق، وعبِّر عن ذاتك؛ لأن التعبير عن الذات، أو ما نُسميه بالتفريغ النفسي الإيجابي يُؤدي إلى إزالة الاحتقانات النفسية.

وفي نهاية الأمر أعتقد أنك سوف تحتاج لأحد مضادات القلق البسيطة، هذا سوف يُريحك كثيرًا، عقار مثل: (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون رائعًا جدًّا، ابدأه بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، كبسولة واحدة لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة واحدة مساءً لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً