الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل بشعري وألم في فروة الرأس وحبوب .. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عمري 22 سنة، وأعاني من مشكلة في فروة الرأس، ولا أستطيع أن أشخص حالتي، لكن سأوصل ما عندي، وأرجو من الله ثم منكم الإفادة.

ظهرت منذ سنة وأكثر مشاكل بشعري، منها تساقط الشعر، والتغير الواضح سواء في تغذيته، وكثافته، وتقصفه، وعدم نضرته، وتلفه، كما أعاني من تساقط دائم للشعر.

أيضا أشعر بألم في فروة الرأس عند عدم غسله بالماء والشامبو، كما يوجد به الكثير من قشرة الشعر، ويوجد أيضا حبوب داخل شعري.

اتجهت إلى أكثر من طبيب، ولكن لم يتفقوا على تشخيص واحد.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعر الموجود في فروة الرأس يكوّن في ثلاث مراحل:
مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو؛ ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر؛ لذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل اتباع حمية غذائية قاسية أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، عمليات الجراحية، ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظاً بعد حوالي4 أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ Telogen Effluvium وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي كما ذكرت, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

يجب التأكد كذلك من عدم وجود صلع وراثي، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, و قد ذكرت أن المشكلة أكثر وضوحا علي الجانبين ويمكن التعرف على وجود الصلع الوراثي من عدمة من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الــ Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

أما بالنسبة لمشكلات الشعر المتعلقة بمظهره الخارجي مثل التقصف والجفاف وغيرها من الأمور الأخرى التي ذكرتها، فيجب أن تعلمي -أختنا الفاضلة- أن طبيعة الشعر ودرجة تجعده، ولونه، وكذلك طوله (فترة نمو الشعر التي تعطي له الطول المختلف من شخص إلى آخر)، ومعدل نموه، وكثافته تختلف من شخص إلى آخر، ومن عرق إلى آخر، ولا يمكن تغيير تلك الأمور؛ لأنها مرتبطة بالتكوين الجيني للشخص، ولكن يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي كما ذكرت سابقا.

بالإضافة لذلك يجب العناية الخارجية الجيدة بالشعر من خلال التعامل بواقعية مع نوع الشعر الخاص بكل شخص، وعدم محاولة تغيير طبيعته من شكل إلى شكل آخر، وبالأخص باستخدام كريمات الفرد، أو الكي بمكواة السيراميك، أو الشوار الساخن لفترات طويلة؛ لأن ذلك لو أعطى نتيجة مُرْضية وقتية فإنه مع التكرار سوف يؤدي إلى ضرر بالغ بالشعر مثل تقصف الشعر وجفافه، وربما تقطعه، وجعله قصيرا، وغير صحي، وأتصور أن المعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية حتى تجعلي شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد لكي يبقى الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

في حالتك يمكن عمل حمامات زيوت طبيعية بصورة متكررة مرة أسبوعيا لترطيب الشعر، ويمكن استخدام الزيوت الطبيعية النقية المعلومة المصدر والمصرح لها بالتداول، وأيضا استخدام البلسم الذي يشطف أثناء الاستحمام بعد غسيل الشعر بالشامبو من الأمور المهمة أيضا لترطيب الشعر كما ذكرت سابقا.

وأخيرا يوجد حاليا أنواع من الماسكات الجيدة وأنواع من البلسم التي تترك على الشعر بعد الاستحمام وبالأخص للأطراف، ويمكن استعمال أنواع مصنعة بواسطة شركات متخصصة في العناية بالشعر ومهتمة بجودة مستحضراتها مثل: Phytokeratin serum, Phyto 7 or 9, Decros nourishing and reparative conditioner or Nutricerat serum.

بالإضافة لمشكلات تساقط الشعر، توجد أسباب كثيرة للألم في فروة الرأس، منها التوتر والقلق أو الاكتئاب، التعرض للحوادث التي تصيب الدماغ، والصداع بأسبابه المتعددة، وبعض الأمراض الجلدية، مثل الالتهاب الخلوي، والعدوى البكتيرية والفيروسية، وتوجد أسباب أكثر خطورة مثل الألم الناجم عن أورام المخ، وأنصح بزيارة الطبيب؛ لتقييم تلك المشكلة إكلينيكيا.

أما بالنسبة للقشرة فهي نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس، وهي ليست من الأسباب المتعارف عليها لتساقط الشعر، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكرراً، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور أو التهيج مرة أخرى، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعانين منها واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في نفس الوقت، حتى يتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي.

ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotion بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة، حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة إذا وجدت –لا قدر الله- ثم تستمرين بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعياً حسب الحاجة بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا حتى تحافظ على فروة الرأس صحية، وخالية من القشور، وهذه الشامبوهات الـ Selenium sulphideأو Phytheol intense، أو Decros antidandruff، أو Kelual DS.

وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها، وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وإذا كانت هناك حبوب في الوقت الحالي فيمكن استعمال كريم الميبروسين الموضعي مرتين يوميا لعدة أيام على الحبوب المذكورة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً