الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لا بد من مصارحة خطيبي بمرضي؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي خاطب، والحمد لله، ملتزم دينياً، وأخلاقه الكل يمدحها، وهو مطلق مرتين، وأهلي ما كانوا مقتنعين، لكني أصريت، ولا أعلم ما هو سبب إصراري؟! شيء بداخلي يقول: نصيبك، رغم أني قد جاءني خطاب من قبل، وما كنت مهتمة جداً كاهتمامي لهذا الخاطب!

صليت استخارة وارتحت له ورأيته بالنظرة الشرعية وتعلقت به كثيرا، وأغلب الوقت أجدني أفكر فيه، وهو الحمد لله، أعجب بي، وقمت بتحليل الزواج وأنتظر النتيجة.

هناك شيء يحيرني، وصرت أعيش بقلق، وهو أني استأصلت الغدة الدرقية، وآخذ جرعة معينة يومياً، وهي عبارة عن حبوب صغيرة جداً قبل الإفطار بنصف ساعة، والحمد لله، صحتي سليمة، وهي لا تؤثر على الحياة الزوجية والإنجاب، والأطباء قالوا لي: لا تؤثر، وأنا طبيعية.

أنا لم أقل له، ومترددة وخائفة من أن أقول وينسحب، ويفكر أنه مرض وشيء خطير، بسبب قلة الوعي عندنا، وأنا تعلقت به، ولا أتخيل حياتي بدونه، وصرت أبكي بسبب هذا الموضوع، علما أن كثيرين لم يفصحوا عن هذا الشيء قبل الزواج وتزوجوا، وقالوا لأزواجهم وتقبلوها لأنها لا تؤثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعكن ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يحقق لك السعادة والاستقرار، وأن يحشرنا جميعاً في صحبة رسولنا والأبرار.

الرجل الذي مدح الناس دينه وأخلاقه، ونظرت إليه وتحقق لك وله الارتياح والقبول والانشراح، يعتبر نعمة أرسلها الله إليك.

إذا فشلت معه أخريات فإنك من تصنعين -بحول الله وقوته – النجاحات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات.

أما بالنسبة للمشكلة المذكورة فليس هناك داع لإخباره، لأن المطلوب هو الإخبار بالعيوب والإشكالات التي تؤثر على الوظائف الأساسية للحياة الزوجة، كالاستمتاع والإنجاب، وليس هناك داع للانزعاج، وبالحب والوفاء يحتمل الخلل في الطرفين ويصلح الاعوجاج.

أقبلي على حياتك الجديدة، وتقربي إلى الله بطاعة الزوج، وتعاوني معه على الطاعات، وسابقيه في إرضاء رب الأرض والسموات، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونؤكد لك أن النجاح الفعلي يبدأ بطاعة رب البرية.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والسعادة والثبات، وأن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً