الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتعدت عن ربي بعد أن ذقت لذة القرب منه، فكيف أعود؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة عمري 19 سنة، منذ سنة ونصف كنت غير ملتزمة، وكانت لي بعض العادات السيئة، وبعد ذلك عرفت شابا فانقلبت حياتي، فأصبحت أصلي، وأقرأ القران، وأقوم الليل، وأستيقظ لصلاة الصبح، ولكن المشكلة أنه كان يريدني بالحرام، فرفضت، كأن يقول لي: تعالي نذهب إلى المزرعة، وهكذا، وكلما عرفت أنه سيّء تقربت من الله سبحانه، وكلما طلب شيء رفضته، ويزداد تقربي من الله سبحانه، وأدعو لهذا الشاب بالهداية، وهذا الشاب دائما يريد أن يوضح لي أنني إنسانة سيئة، وأنا عكس ذلك، وأنا دائما أريد أن أوضح له بأنه إنسان جيد، وأفشل فهو ينتظر مني أي خطأ ليقول لي بأني عاهرة.

وسبب تعلقي به هو أني رأيته في منامي ذات مرة يلحق سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنامات أخرى مبشرة، وهذا الذي جعلني أتعلق به وأدعو له بالهداية، والآن باءت كل محاولاتي تجاهه بالفشل، ولم أعد أشعر بوجوده، ولكن السيء في الموضوع هو أنني رجعت لعاداتي السيئة وسماع الأغاني، ولا ألتزم سوى بالفرض، لأنني لا أشعر بطاقة داخلية، وحتى عندما أقرأ وأصلي لا أشعر بلذة العبادة، وخائفة من أن أعود كما كنت، ولا أدري لماذا أصبحت هكذا؟ وكلما قررت أن أعود لالتزامي أجدني لا أستطيع، فما نصيحتكم لي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

تعوذي بالله من شيطان يقف في طريق من تريد الخير، ولا عجب، فقد أقسم عدونا وعزم على إغوائنا، وعلى الحيلولة بيننا وبين الخير حين قال: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم)، فهو لا يقف في طريق من أرادوا الشر، لكنه يقف في طريق من تريد الخير، وهو كذلك يزين للإنسان العمل القبيح، وينشطه على العمل الذي فيه مدخل كعلاقتك بالشاب، ويشعرك أنك سوف تتراجعين عندما تبتعدين عن الشاب، ونذكرك بأن علاقتك بالشاب كانت مرفوضة، بل لو كان من الصالحين لكانت مرفوضة، لأنه أجنبي عنك، وليس بينكما رباط شرعي.

والشيطان إذا عجز عن إبعاد الإنسان عن الصلاة نشطه إليها، ثم يدخل عليه من باب الرياء، فيحبط العمل، فانتبهي لمكائد الشيطان، واحذري شراكه، وأخلصي في فعلك، وتركك لله لا لغيره، واجتهدي في الاقتراب من الصالحات، فهن عون لك على المكرمات، وأنت معهن في مأمن، والمرأة تتأثر بأختها.

وأرجو أن تتوبي إلى الله وتكثري من الأذكار والاستغفار، وأشغلي نفسك بالتلاوة وبطلب العلم الشرعي، واعلمي أن رسولنا -صلى عليه وسلم- أمرنا أن نجتنب الشر جملة، ومن أكبر أبواب الشر العلاقة مع ذلك الشاب أو مع غيره من الشباب، وفي الشباب ذئاب، فاتق الله واحذري، وفي الحديث: "ما أمرتكم به من أمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه".

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله التي هي اتباع ما جاء عن الله، وتنفيذ أوامره على نور من الله، ورجاء لثواب الله، ثم عليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، والمسلمة تحتكم إلى ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا تسير خلف المنامات، ونسال الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.

سعدنا بتواصلك، ونكرر لك الدعوة إلى فك الارتباط بين الاستقامة على شرع الله، وبين العلاقة غير الشرعية بشاب ماجن يدعوك إلى الشر.

لك منا خالص الدعاء، ونشرف بمتابعة موضوعك، ونسأل الله أن يثبتك على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة فرح / فلسطين

    الى الاخت التي تشارك مشكلتها ،، اختي انا اكتب لك من قلبي حقاً ،،، ربما لا تكترثين ولكن ...
    ارجو ان تنسيه وان كان اللهزيرسد لك حياه معه فسيعيده اليكي ، وربما ما كتبه لك الله افضل بكثيير في المستقبل ،، ارجو من كل كل كل قلبي ان تعودي الى الصلاة والاذكار ،، ربما تتسائلين لماذا ، لانني ضائعة مثلكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً