الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من طقطقة في الفك وألم في الفم، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 21 سنة، أعاني منذ 4 سنوات من صوت في عضلات الفك يشبه الطقطقة وألم عند فتح الفم، وشد عضلي في الفك العلوي، وإذا قمت بدلكه قليلاً أشعر وكأنه تحرك.

استشرت أكثر من طبيب، فنصحوني بعمل علاج طبيعي بنفسي، ورأيت الكثير من الناس من يعانون مثل حالتي، فما رأيكم وتوجيهكم؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا وسهلا بك أختي الكريمة في موقعك.

إن الطقطقة التي تشعرين بها ناتجة عن اضطراب في المفصل الفكي الصدغي، واضطرابات المفصل الفكي الصدغي شائعة في وقتنا الحاضر، ويعزى السبب لما يتعرض له الإنسان خلال حياته اليومية إلى مجموعة من الضغوط النفسية، التي تولد شحنات تفرغ أثناء النوم، وتتظاهر بالشد العضلي الذي يؤثر بشكل سلبي على الأسنان، ويسبب انسحالها وتآكلها، وبالتالي يتسبب في سوء إطباق الأسنان، وينعكس ذلك على المفصل الفكي الصدغي.

إن المفصل الفكي الصدغي مختلف عن جميع مفاصل الجسم، فهو مفصل ثنائي الجانب، ويقوم بحركة دورانية وحركة انزلاقية، ويمثل نهاية عظم الفك السفلي، ويشكل نقطة اتصال الفك السفلي بالجمجمة، ويقع أمام الأذن ضمن منطقة غنية بالأعصاب، كما أن المفصل الفكي الصدغي، وعلاقة الفكين مع بعضهما، وإطباق الأسنان والنسيج العضلي الرابط تكون في حالة توازن مستمر، وأي خلل في أي هذه العناصر سيكون له تأثير سلبي على باقي العناصر، لذلك يجب علاج أي خلل من البداية، قبل أن تتطور الأعراض وتصبح غير قابلة للحل إلا جراحياً.

في بداية أعراض الحالة، تتظاهر بالشد العضلي الصباحي بعد النوم، وإذا أهمل هذا العرض فإنه يتطور إلى تآكل وانسحال الأسنان، وآلام مرافقة للشد العضلي، مع طقطقة مفصلية خفيفة، وإذا لم تعالج تتطور إلى آلام رقبية مصاحبة للأعراض السابقة، مع طقطقة مفصلية واضحة، وصعوبة فتح وإغلاق الفم، لذلك كلما كان علاج الحالة بشكل مبكر، كلما تجنبنا تطور الأعراض والوصول إلى الجراحة، ويشمل العلاج التالي:

1- العلاج الوقائي في المراحل المبكرة: ويشمل صفيحة إطباقية للفك العلوي أو السفلي، تصنع من مادة بلاستيكية قاسية، تمنع احتكاك الأسنان وتخفف من الشد العضلي، وتستعمل أثناء النوم.

2- العلاج الدوائي: ويشمل إعطاء المرخيات العضلية (المحيطية أو المركزية)، مثل: ( sirdalud 4 mg مرتين يوميا لمدة 14 يوم)، وإعطاء مضادات الالتهاب غير الستروئيدية مثل: (emifen 600 mg مرتين يوميا لمدة أسبوع) لتسكين الألم المرافق، بالإضافة إلى إعطاء مرمم للقرص المفصلي مثل: dorofen مرة يوميا لمدة ستة أشهر.

3- العلاج الطبيعي بإجراء بعض التمارين الخاصة، وكمادات ساخنة للمنطقة.

4- العلاج الجراحي في المراحل المتقدمة للمرض، ويشمل التعويض عن القرص المفصلي المتآكل، مع إجراء تعديل إطباق الأسنان، ورفع العضة السنية.

أختي الكريمة: لا داع للقلق، فما تشعرين به يندرج ضمن الحالات البسيطة لاضطراب المفصل الفكي الصدغي، وفي هذه المرحلة يفيد العلاج الدوائي مع الصفيحة الإطباقية، التي يجب أن تستعملينها أثناء النوم فقط لمدة ستة أشهر، بالإضافة إلى الحمية الطرية، وتجنب تناول الأطعمة القاسية المتعبة لعضلات المفصل، مع بعض التمارين من تدليك لعضلات المفصل، واستخدام الكمادات الساخنة، كما أنصحك بمراجعة طبيب مختص (جراحة وجه وفكين، وتقويم الأسنان)، لتقييم الحالة بشكل جيد عن طريق الفحص السريري والشعاعي، وتحديد المسبب، ومعرفة تطور الحالة لديك، وإجراء العلاج المناسب.

أسأل الله لك الشفاء التوفيق والسداد، مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً