الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بات الشيطان يوسوس لي بالحب، فكيف أعف نفسي عن الوقوع في الحرام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة وأريد نصيحتكم، ما هو السبيل للفرار من فخ الشيطان؟

أنا فتاة أبلغ من العمر (20) سنة، مجتمعي مغلق، لا يوفر وسائل التعليم، ولا يوفر لي الحياة التي أتمناها لنفسي، منذ فترة ارتديت ما أمرني به الإسلام، أقصد العباءة، ومنذ بلوغي لم أتزين للشارع، ولا لأماكن التعليم، فمن وجهة نظري، لا فائدة من التزين حينما أكون في مكان مختلط ومكتظ بالناس، علماً بأن أكثر رفيقاتي وزميلاتي ومن هن في مجتمعي من الفتيات تزوجن أو تمت خطبتهن، أو إنهن ارتبطن بعلاقة حب.

أعلم بأنكم سوف تقولون ما هذه السذاجة التي أنا فيها، لكن الشيطان بات يوسوس لي بأنني وصلت إلى هذا العمر ولم أرتبط بعلاقة مع أي شاب، والعلاقة ما هي إلا مشاعر طيبة، مشاعر محبة وحب، وليس هناك من بأس لو ارتبطت بشاب يعجب بي، لأننا في النهاية سنتزوج، علماً بأنني غير مقتنعة بالحب فهو باب من أبواب إبليس، فأنا لست مقتنعة بأن العلاقة التي تنشأ تحت سخط الله سيبارك الله فيها.

أريد منكم مجموعة من الآيات والأحاديث، لعلها توقف تفكيري في مثل هذه الأمور، أريد منكم إرشادي للطريق السليم وكيف لي أن أصبر على هذه الوساوس، وكيف أقاومها حتى يغنيني الله بحلاله عن حرامه، فأنا في كثير من الأوقات أصل إلى درجة الرغبة في الحب، لكنني أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأحاول أن ألغي الفكرة من رأسي.

ولكم خالص التقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر الحرص على الخير، ونسأل الله لك الثبات، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، وهنيئاً لك بطلب النصح والتذكير بما يرضاه ربنا المتعال.

بنتي الفاضلة: قلبك غال فلا تعمريه إلا بحب الله وتوحيده ومراقبته، وانطلقي في كل المحاب مما يحبه ربنا الوهاب، واعلمي أن الإسلام أراد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، وكوني على يقين بأن كل فتاة تقدم التنازلات أمام الشباب، وسوف تكون محتقرة حتى لو تزوجت، بل سوف تكون مصدر للشكوك والظنون من زوجها، وفي زوجها، والأخطر من ذلك أنها توصلت إلى رزق كتبه الله بمعصية الله، فلم تزد في رزقها، لكنها زادت في ذنوبها، فاثبتي على الحق، ولا تغتري بكثرة الهالكين، وسيري على طريق العفة والعفاف دون أن تستوحشي من قلة السالكين، واحرصي على رفض الوساوس عند ورودها، وتذكري أن الفلاح في مخالفة ومعاندة من جاء بالوساوس، لأنه عدونا الذى وجهنا ربنا باتخاذه عدواً، ولا تتحقق العداوة إلا بمخالفته.

ولا يخفى على أمثالك أن ديننا يأمر بغض البصر، ويحذر من الخلوة مع الرجل الأجنبي، وهو كل من يستطيع أن يتزوج الفتاة، لأنه في حال الخلوة يكون الشيطان هو الثالث، وحرمت الشريعة مكالمة الرجال إلا للضرورة، وبدون خضوع، وأن يكون الكلام معروفاً وبمقدار، والعاقلة إذا لاحظت أن هناك من يميل إليها، تطالبه بأن يأتي البيوت من أبوابها، ويقابل محارمها، ويأتي بأهله ليحصل التعارف في أكمل الصور.

وللفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (266799 - 264821 - 277689 - 277574 ).

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً