الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب له ماض، فهل أكمل معه حياتي أم أتركه؟

السؤال

السلام عليكم

خطبني شخص على ما يبدو أنه طيب وخلوق، ولكن سمعت عنه أنه كان يزني من قبل هروبا من ظروفه القاسية التي عاشها، وعندما واجهته؛ أقسم بالله أنه لم يفعل، رغم كل تلك الظروف، فماذا أفعل؟ هل أكمل معه، أم أصدق كلام الناس (ربما تكون غيرة فقط)، أم أقطع علاقتي به من شدة الوسواس؟

ثانيا: إن كان حقيقة أنه كان يفعلها، وواصلت معه لأنه أعجبني كثيرا، وساعدته على التوبة، وأرشدته إلى الطريق الصحيح، فهل يتوب الله عليه إن تاب؟

أريد أن أساعده فهدفي نبيل، وما ذنب المسكين؟ فكل الأبواب كانت مغلقة، وعندما بدأت تتحسن أحواله دائما يقول لي: أنت وجه الخير علي، لا تتركيني، فأنت أملي.

أفيدوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mounia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي مشاعرك النبيلة تجاهه، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نتمنى أن لا يتغير انطباعك الجيد عنه لمجرد سماعك لكلام أكد لك أنه غير صحيح، ومن حقكم أن تسألوا، ومن حقه أن يسأل، ولكن علينا أن ننتبه لكيد الكائدين.

والإنسان لا يحاكم بماضيه الذي تاب منه، ولا يعير بالمخالفات التي وقع فيها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل إن الإنسان إذا أخلص في توبته وصدق في أوبته (فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات)، وربنا العظيم ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، وقال عن نفسه سبحانه: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، وغفار صيغة مبالغة، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، رغم غناه عنا وعن جميع أهل الأرض.

ولا شك أن استمرارك معه بنية إعانته على الثبات، وانطلاقا من قناعتك فيه هو الصواب، وقد يصعب على الشاب والفتاة أن يجد شريكا بلا عيب، فكلنا بشر، والنقص جزء منا.

فاستمري على هدفك النبيل، وثقي بأن رحمة الله قريب من المحسنين، وأكملي معه، وتذكري دائما رحمة أرحم الراحمين.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به وأن يلهمك السداد والرشاد.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمراركم، ونشرف بمشاركتكم، ونسأل الله أن يسددكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً