الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي سرحان دائم وضعف تركيز وضعف في الثقة..هل سيفيدني البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أحييكم على المجهود الرائع المبذول هنا بمركز الاستشارات.

ثانيًا: أنا شاب بعمر 30 سنة، أعاني من عدة مشكلات تتركز في معاناتي من عدة أعراض، أعتقد أنها في مجملها تشير لوجود مشكلة عصبية أو نفسية، أو خلل في المخ، والأعراض هي:

1 - السرحان الدائم وضعف التركيز، بالإضافة إلى عدم القدرة على الفهم أو المتابعة، أو التحصيل عند المذاكرة، أو العمل.

2 - عدم وجود إقبال على الحياة نهائيًا (شعور دائم بأني كهل ولست شابًا) مع فقدان الإحساس بالزمن أو المشاعر.

3 - انعدام للثقة بالنفس في أي نوع من أنواع العمل والمسئولية (عند طلب أحد ما طلباً بالعمل أحس بضيق في التنفس، مع تسارع ضربات القلب ووسواس بأني سأفشل في هذا العمل، ولو أنجزت هذا العمل ينتابني إحساس بأني لن أنجزه كما يجب، وأنه من الممكن إنجاز هذا العمل أحسن ألف مرة من قبل أي شخص آخر وأني فاشل ).

4 - لدي ضعف شديد في المعاملة مع الآخرين، وأقصد بالآخرين العامة بالشوارع أو زملائي بالعمل، أو أصدقائي، أو أفراد عائلتي - باستثناء والديَ وزوجتي - فلدي إحساس دائم بنفور الناس مني وتجاهلي ومعاملة باقي الأطراف لي بجفاء واضح.

5 - انتابتني حالة من تسارع واضح، وعدم استقرار لضربات القلب منذ عامين، والطبيب الباطني نصحني بتناول بوسبار كمهدئ، وتعاطيته فترة، ولاحظت تحسنًا في حالتي المزاجية إلا إنني أظن أني بحاجة إلى عقار أقوى تأثيراً، خاصة مع وجود ضغوط نفسية شديدة بالعمل مؤخراً.

6 - منذ فترة قصيرة لاحظت على المنتديات عقار البروزاك، وأعتقد أني أميل إلى تجربته، إلا أنني أخشى تجربته بدون نصيحة، خاصة مع وجود انتكاسات للمرضى عند التوقف عن استعماله، كما أنني أميل إلي استعماله بجرعات ليلية وليست نهارية كأغلب النصائح.

هل لعقار البروزاك تأثير في التحسن على الأعراض سالفة الذكر؟ وهل عند التوقف عن استعماله تحدث انتكاسة؟ وما هي الطريقة المثالية لتفادي التعرض لانتكاسات عند التوقف عنه؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

أخِي الكريم: مُجمل الأعراض التي ذكرتها بالفعل طابعها طابع نفسي، والعرض الثاني وهو أهمها (عدم وجود إقبال على الحياة) هذا أحد سمات الاكتئاب النفسي، والسرحان الدائم، وضعف التركيز أيضًا قد يكون من أسباب الاكتئاب النفسي.

عدم تقديرك لإنجازاتك أمرٌ واضح، وأعتقد هنا قد يكون الشعور بالإحباط هو الذي لعب دورًا أساسيًا في ذلك.

عمومًا: أرى أنك بالفعل تعاني من درجة ليست شديدة -إن شاء الله تعالى- من الاكتئاب النفسي، والأفكار السلبية قطعًا متسلطة عليك، بالرغم من إيجابياتك العظيمة والكثيرة.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لأن تُولِّد لديك مشاعر إيجابية، الآن نحن لا نتحدث فقط عن إزالة الاكتئاب، إنما نتحدَّث عن أهمية المشاعر الإيجابية، لأن المشاعر الإيجابية هي التي تدفع الإنسان نحو المزيد من الإنجاز، وتعطيك الشعور بالرضا عمَّا تُنجز.

الأعراض الفسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب وعدم استقرارها، هذا قد يكون القلق سببًا فيها، والقلق دائمًا أحد مصاحبات الاكتئاب.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج بالفعل أن تُقيِّم أداءك وأفعالك، ولا تكون مُجحفًا في حق نفسك من حيث تقدير إنجازاتك تقديرًا صحيحًا.

اعتقادك بأن معاملتك ضعيفة مع الآخرين، وأنك لا ثقة لديك بمقدراتك في إنجاز أي نوع من العمل أو تحمُّل المسؤولية: هذا شعور خاطئ، وهذا يجب أن تُعالجه بأن تكون أكثر إنصافًا لنفسك، تدبَّر وتمعَّن وتفكَّر وسوف تجد أنك تُنجز الكثير من الأشياء.

أيها الفاضل الكريم: حياتك فيها إيجابيات عظيمة، أنت متزوج، ولديك عمل، ولديك علاقات أُسرية طيبة، فمن الضروري جدًّا أن تتذكَّر هذا، وتجعله دافعًا لك نحو المزيد من الإيجابيات والإنجازات.

الاكتئاب لا يُهزم إلا من خلال التفكير الإيجابي والأفعال الإيجابية، وهذه يجب أن نتمسَّك بها مهما كانت المشاعر سلبية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: قطعًا عقار (بروزاك Prozac)، والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) دواء جيد، ممتاز، فاعل، لكن أنا أفضل أن تستعمله مع الـ (بسبار Buspar)، والذي يعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)؛ لأن البسبار داعم حقيقة للبروزاك، وأنت لديك تجربة إيجابية مع البسبار.

ابدأ في تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناوله في المساء – كما ذكرت – بعد الأكل، إلا إذا أضعف نومك فهنا أنت مضطر لأن تستعمله نهارًا، والبروزاك لأنه دواء استشعاري في حوالي ثلاثين بالمائة من الناس قد يؤدي إلى زيادة في اليقظة، لذا يُفضله كثير من الناس؛ لأنه لا يُسبب النعاس.

عمومًا كبسولة واحدة في اليوم هي أقل جرعة؛ لأن الجرعة القصوى هي أربع كبسولات في اليوم، لكن أنت أصلاً لا تحتاج لهذه الجرعة، استمر على كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

أما البسبار فتناوله فقط بجرعة خمسةَ مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر mido

    جزاكم الله كل الخير اجر افادتكم لنا و لجميع الاعضاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً