الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي لا يفهمانني ويفضلان أخي الأكبر علي، فكيف أتعامل معهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 17 سنة، أعاني من مشاكل مع والدَي؛ فهما لا يفهمانني، وأنا لا أفهمهما، وأشعر بأننا عائلتان مختلفتان، فهما يفضلان أخي الأكبر علي، وكلما أطلب شيئا منهما يرفضانني، ويبدآن بإصدار الأعذار، وأنا أحاول بقدر المستطاع أن أفعل ما يريدون مني، وأدعو الله في كل سجود أن يؤلف بين قلوبنا، وأيضاً أقدر ظروفهم، وأقول بنفسي: هناك مبرر وجيه، ولكنني كلما فكرت لا أرى أن هناك مبررا وجيها، وحينما يطلب أخي الأكبر أي شيء لا يمر سوى يوم أو يومين وطلب أخي ينفذ، وحينما أقول: وأنا! يقولان: أتقارن نفسك بأخيك الأكبر منك.

مع العلم أن أخي يكبرني ب 3 سنين، فأرجو أن تساعدوني؛ لأفهم أفكارهما.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر والديك وأن يصلح الأحوال، وأن يجعلهم عونا لك على البر وصالح الأعمال، وأن يعينك على فهمهم ويعينهم على فهمك، وأن يحقق في طاعته الآمال.

قد أعجبنا وأسعدنا حرصك على فعل ما يطلب، وسرنا دعاؤك في السجود لنيل رضاهم وتحقق المطلب، فاستمر في الدعاء، واعقد نية البر مهما حصل من تأخر الاستجابة لطلباتك، أو شعرت بالجفاء، وتعوذ بالله من شيطان همه التحريش والتشويش وغرس شجرة البغضاء.

وثق بأنك محبوب، ولكن غالبا الوالد والأم يرون الابن صغيرا، ويقدمون عليه الأكبر إن كان هناك من هو أكبر، ونحن ننصحك بما يلي:
1- عليك بالاستمرار في الدعاء لنفسك ولوالديك.

2- اطلب حاجتك في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.

3- أظهر لهم ما عندك من نضج ووعي ورشد.

4- قدم بين يدي طلبك ألوانا من البر، وكن قريبا من والديك.

5- اطلب حاجتك دون أن تقارن نفسك بأخيك.

6- اطلب ما يمكن تنفيذه، وقد أسعدنا تقديرك للظروف.

7- تواصل مع موقعك، ووضح لنا ما هي الأشياء التي طلبتها ورفضت؛ حتى نتعاون معك في معرفة أسباب الرفض.

8- لاحظ الطريقة التي يطلب بها شقيقك.

9- احرص على كسب الوالدة أو الوالد، واعرض فكرتك عليه أو عليها على انفراد، وأنت أعلم بطبيعة كل منهما.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تزيد من برك حتى لو لم يلبوا لك الطلبات؛ فبرهم مما فرضه رب الأرض والسماوات.

سعدنا بتواصلك، ونفرح بتوضيحاتك، والاستمرار في تواصلك، ونسأل الله أن يحقق أمنيتك، وأن يرفع درجتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا احمد مهران

    الحمد لله كل حال وجزاكم الله خيرا واحسنتم للتفسير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً