الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق ليلا والخمول نهارا.. هل من حل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 19 سنة، لدي أكثر من مشكلة، أتمنى من الله أن يعينني عليها. ثم أتمنى منكم إرشادي لبعض الطرق للتخلص منها.

أنا طالب ثالث ثانوي، اقتربت كثيراً من الامتحانات، وزني منخفض جداً بالنسبة لطولي، مع العلم أن طعامي جيد جدا، ولا أستطيع في هذه الفترة الزيادة منه؛ لأن زيادة الطعام تسبب لي خمولا في التفكير.

أعاني من الأرق في الليل، وأحيانا يستمر لعدة ساعات (تقريباً 3 ساعات) مع أني أكون في غاية التعب، وقد حاولت في الكثير من المرات بشتى أنواع الطرق لكن لا فائدة، وأحيانا أحرم نفسي من النوم؛ لكي أستطيع النوم في الليل، مثلاً: نمت 3 ساعات، واستيقظت في تعب شديد، وبحاجة ماسة للنوم، ولكني قاومت حتى وصول الليل، ثم بدأت بالنوم لكن لا فائدة، بل المزيد والمزيد من الأرق، مع العلم أني في ساعات الصباح أستطيع النوم وبسرعة، وفي ذات يوم من شدة نعاسي غفوت وأنا جالس، ولكن قاومت؛ لكي أنام ليلاً.

أنا بحاجة ماسة للنوم والاستيقاظ صباحاً من أجل دراستي، وخاصة في هذا الوقت الصعب أعاني من التفكير الشديد حتى أنه يمنعني من الدراسة أحيانا.

قرأت عدة استشارات على موقعكم، وقد لاحظت الحالات التي وصفتم لها (الفافرين) تشابه حالتي نوعاً ما، هل أجربه وتنصحون به؟ وهل من علاج للخمول في النهار وساعات الصباح أم أن سببه النوم؟ مع العلم أنني حين أنام لا أستيقظ بسهولة أبدا. وكنت أعاني من الانحراف في الوتيرة تسبب لي سوءا في التنفس، ولكن خضعت لعمل جراحي وتحسنت حالتي، ولكن مع استمرار التنفس من الفم ليلاً.

كنت أمارس العادة السرية مع كرهي الشديد لها، ولم أترك طريقة للتخلص منها ولم أجربها حتى إنني كنت أعاقب نفسي بالاستحمام بالماء البارد والنوم بدون فراش أو غطاء في الأيام الباردة؛ لتربية النفس لكنها تعاود حثي على المعصية.

جربت الصيام، وقد كنت أحيانا أصوم أسبوعا كاملا، ولا فائدة أيضا، وأما الآن فتوقفت عن الصيام من أجل دراستي، وكنت أمارسها مرة يومياً، والآن قللت إلى كل 4 أيام، ولم أستطع المقاومة أكثر، أكره نفسي! وأدعو كثيراً لكن تأتي لحظات تضعف بها النفس.

محافظ على صلواتي وقراءة القرآن، ولدي مشكلة مع صلاة الصبح؛ لأني لا أستيقظ بسهولة، ولم أترك وسيلة للاستيقاظ لم أجربها، ولكن الأرق والتأخر في النوم لا يسمح لي بالاستيقاظ.

أتمنى منكم مساعدتي، فهذه المشاكل أرهقتني نفسياً وجسدياً، وخصوصا الأرق الذي يتبعه العادة السرية أحيانا وضعف الوزن.

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

لا يظهر لي أنك تعاني من قلق نفسي ولا اكتئاب نفسي، وهي أكبر مسببات الأرق واضطرابات النوم، لكن أحيانًا بعض الناس يأتيهم اضطراب النوم من عدم تنظيم الدورة النومية لديهم، وأنت ذكرت أنك تحسُّ بشيء من النعاس في الصباح، وهذا دليل أن الساعة البيولوجية لديك ليست بالفعل منتظمة.

أنا أنصحك بالآتي:
أولاً: لا تبحث عن النوم، دعه يبحث عنك، واعرف أن النوم حاجة بيولوجية طبيعية، هذه نقطة مهمة جدًّا.

ثانيًا: مَهِّدْ للنوم، وذلك من خلال ألا تنام في أثناء النهار، وأن تمارس الرياضة، الرياضة مهمة جدًّا في حالتك؛ لأنها سوف تزيل الكسل والتكاسل والشعور بالإجهاد الذي تعاني منه، وفي ذات الوقت هي تُحسِّنُ النوم، لكن تجنب ممارسة الرياضة الليلية؛ لأنها قد تزيد من اليقظة.

ثالثًا: عليك أن تبتعد تمامًا من تناول محتويات الكافيين كالشاي والقهوة والشكولاتة، والبيبسي، والكولا، هذه لا تتناولها مطلقًا بعد الساعة الخامسة مساءً.

رابعًا: احرص على أذكار النوم، واذهب إلى الفراش مبكرًا نسبيًا، بعد صلاة العشاء مثلاً بنصف ساعة.

بالنسبة للاستيقاظ لصلاة الفجر: استشعار أهمية الصلاة هو من أفضل ما يُحثُّ الإنسان على الاستيقاظ، أعرفُ الكثير من الناس الذين حتى وإن ناموا متأخرين دون أي منبِّهٍ يستطيعون القيام للصلاة. أنت -جزاك الله خيرًا- تُجاهد وتسعى لأن تُصلي الفجر مع الجماعة، وهذا أمرٌ نسأل الله تعالى أن يُثيبك عليه، وللوصول لهذه الغاية يمكن أن تضع الساعة المُنبِّهة بعيدًا عنك بعض الشيء؛ حتى تضطرّ للقيام لإسكاتِ المنبِّه في الوقت الذي تُحدده للقيام لصلاة الفجر.

هذه طريقة جيدة، طريقة ممتازة، لديَّ صديق كان يواجه نفس هذه المشكلة، وأصبح يضع الساعة المنبِّهة في الحمام، اختار ساعة جرسها عال جدًّا ومُزعج جدًّا، ويضعها في الحمام ويضطر ويذهب لإسكات الساعة ويُحضِّر ويُجهّز نفسه للصلاة في ذات الوقت، حيث من الناحية النفسية ربط نفسه بالاستيقاظ وبالحمام، هذا أمرٌ جيد.

إذًا هذه هي الأشياء التي أريدك أن تُدركها، وهي كلها بسيطة جدًّا.

تمارين الاسترخاء أيضًا تفيد، خاصة تمارين التنفس التدرجي، (شهيق زفير، شهيق زفير) بقوةٍ وببطءٍ تساعدُ الكثير من الناس على ذلك.

أيها الفاضل الكريم: لا مانع أبدًا من أن تتناول أحد مُحسِّنات النوم البسيطة، والتي لا تؤدي إلى التعود والإدمان، عقار مثل (تربتزول Tryptizol) والذي يسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكنه يُحسِّنُ النوم جدًّا، إنْ تناولته بجرعة عشرة مليجرام إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، ساعتين قبل النوم، لمدة شهرٍ أو شهرين، أعتقد أنه سيكون علاجًا رائعًا جدًّا بالنسبة لك.

العادة السرية –أيها الفاضل الكريم– محاولاتك -إن شاءَ الله- طيبة للتوقف عنها، اسع وسِرْ على نفس الطريق، لكن يجب أن تكون لك قناعة مهمَّة جدًّا، وهي أنه بالفعل يمكنك التخلص منها، وأسأل الله تعالى أن يعينك في ذلك، وللفائدة راجع أضرار العادة السرية: (2404 - 385824312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، وحكمها الشرعي: (469- 261023 - 24312)، وحول كيفية زوال آثارها: (24284 - 17390 - 287073 - 2116468 - 2111766).

أكثر من عمل الخيرات، ومن بر الوالدين، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وهذا يبعث فيك طمأنينة كبيرة.

نسأل الله لك التوفيق والنوم الهانئ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً