الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوبتي غير الرسمية منذ خمس سنوات فُسخت دون أي اعتبار لي!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23 سنة، خطبتني امرأة لقريبها منذ عام 1431 خطوبة غير رسمية -خطوبة كلام- وسألوهم أهلي: متى ستتقدمون لخطبتي رسميا؟ قالوا: الولد لم يكون نفسه وننتظر أن يتوظف. فدعوت الله في قيام الليل شهورا طويلة أن يتوظف معلما، ولله الحمد توظف بعد قيامي الليل شهورا طويلة جدا، ثم سألته قريبته عن رأيه بالزواج بي، فقال: أنا موافق مبدئيا. وانتظرتهم على هذه الكلمة خمس سنوات، يعني من عام 1431 إلى 1435، ثم قالت لهم الوالدة: إن تقدم أحد لخطبة ابنتي فسأزوجها. قالوا: نحن لم نخطب رسميا ولكن نتمناها لولدنا. ولكن هذا الشاب قال له جاره: عروستك عندي. فأحرج منه وتعلق بها من كثرة مدح هذا الجار لابنته، فوافق الشاب وملك عليها وقريبا سيتزوج.

سؤالي: هل أنا مظلومة؟ لأنهم علقوا آمالي بهم خمس سنوات، وفي هذه الفترة يسألون إن كان تقدم لي أحد أم ﻻ؟ وكانوا يرغبون بي كثيراً ويخشون أن أكون قد تزوجت، وكلمته (موافق مبدئيا) أليست كلمة رجل بالموافقة؟ أﻻ أعتبر هنا قد ظلمت بتعلقي هذه السنوات من قبل المرأة بسؤالها عني دوما خوفا من زواجي من أي أحد غير قريبها؟ وهل ظلمت من قبل هذا الشاب الذي علقني بكلمة الموافقة؟

أرجو إرشادي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك من هو خير منه، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لك في طاعته الآمال

أنت مثل بناتنا، ونحن بالطبع لا نقبل ما حصل ولا نرضاه، لكننا ندعوك إلى عدم الوقوف طويلا، ونسأل الله أن يعوضك خيرا وقدر الله وما شاء فعل، ورغم أنه لم يتضح لنا موقف المرأة الوسيطة، ولم يبلغنا ما اعتذروا لكم به، إلا أننا نؤكد أن الذي حصل لا يقبل، ونذكر بأن الله سوف يعطي كل إنسان حسب نيته، وكان ينبغي أن يكون هناك وضوح، وما حصل معك لا يخلو من الظلم خاصة إذا كان هذا التصرف والحجز قد ضيع عليك فرصا، ونسأل الله أن يعجل لك بالخير، وننتظر من تلك المرأة أن تقدم تفسيرا لما حصل، والكلام الذى يصلكم يفهم منه رغبتهم فيك.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة لأهله، وإذا كان الأمر كما ذكرت، وأنه لم يستطع أن يرد على جاره عندما عرض عليه ابنته، فقد يكون الخير هو ما حصل، والمرأة لا تستفيد من رجل يتأثر بكل من يكلمه، ويستجيب لكل من يدعوه حتى في مثل هذه الأمور المصيرية والحاسمة، ونحن لا نريد أن نعطي أحكاما نهائية، ونتمنى أن تصلنا تفاصيل حتى نتصور ما حصل، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.

سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك الخير والسعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً