الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوالي والإمساك المزمن

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 عاماً، تربيت منذ صغري على الأدب، مما جعلني أستحي من كل أهلي وأقاربي، لدرجة أنهم إن تحدثوا عن زواج أو خطوبة لشخص ما أستحي ولا أشارك.

علماً أني مصاب بدوالي الخصية، ولدي مشكلة وهي أني قليلاً ما أتبرز أحياناً لمدة شهر أو أكثر! وعند التبرز يكون لدي إمساك وأصبر لكي أقضي حاجتي فيتحول إلى إسهال وألم في الشرج.

كل ذلك لا يعلم به الناس بسبب خجلي، وإن سألوني ما بك؟ أقول: بطني، فيظنون أنه مغص، وكل هذا يهون، وعندما يتكلمون عن الزواج يقولون: كان وكان وحصل وحصل، وهم إخوتي، وأنا أسكت!

مع أني أعاني من شهوة كبيرة جداً، وأدعو الله أن ييسر لي أن أتم نصف ديني، حتى لا أضطر إلى الاستمناء، ولكني لا أتكلم، وأنا لا أعمل، ولا أدري كيف سأتزوج!

انصحوني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هل تم تشخيص دوالي الخصية لديك من خلال الفحص السريري وأشعة الدوبللير لدى طبيب المسالك البولية؟ لأن هذه هي الطريقة الصحيحة لتشخيص الدوالي.

أما موضوع الإمساك المزمن: فلا بد من البحث عن أسباب هذا الإمساك المزمن بالعرض على طبيب الأمراض الباطنية، بعمل الفحص والتحاليل، علماً أن الإمساك المزمن قد يسبب أو يزيد من حجم دوالي الخصية، نتيجة للحزق المستمر أثناء التبرز.

موضوع الخجل غير المألوف لديك قد يحتاج إلى استشارة مستشار الطب النفسي والاجتماعي لدى الموقع، أو القيام مباشرة بزيارة هذا المتخصص؛ ليتم إرشادك وتوجيهك إلى التصرف السليم تجاه تلك المواقف التي تسبب لك الإحراج والخجل، ويكون لديه العلاج المطلوب.

حفظك الله من كل سوء.

++++++++++++++
انتهت إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++

نرحب بك في إسلام ويب، وكل عامٍ وأنتم بخير.

أيها الفاضل الكريم: تعرف أن هنالك ثلاث سماتٍ: أولها: الخجل، وثانيها: الخوف الاجتماعي، وثالثها: الحياء، وهذه قد تتوفَّر في الناس بدرجات مختلفة.

الذي تعاني منه أعتقد أنه نوع من الخجل، لديك أيضًا شيء من الحياء، والحياء أمرٌ إيجابي جدًّا، لكن هيمنة الخجل عليك جعلتك تتجنب أمورًا ليس من المفترض أن تتجنبها أبدًا.

يعني موضوع دوالي الخصية: هذا أمر بسيط جدًّا - أيها الفاضل الكريم – تذهب إلى الطبيب، ودعه يقوم بفحصك، وكل المطلوب منك هو أن تذهب إلى الطبيب وتقول له: (والله أنا أعتقد أنه لديَّ دوالي في الخصية، وذلك استنادًا على معلوماتٍ بسيطة حول هذا الموضوع، وأريدك أن تتكرم وتفحصني وتُرشدني) يجب ألا تُوجل، وألا تخف وألا تتردد في هذا الموضوع أبدًا.

بالنسبة لموضوع الإمساك: أيها الفاضل الكريم: الإنسان الذي لا يستطيع الإخراج مرَّة واحدة على الأقل كل ثلاثة أيام هذا يعتبر إمساكاً، ومن الواضح – وكما أفادك الأخ الدكتور سالم – أن حالتك هذه أيضًا تستحق الفحص الطبي، والأمر قد يكون في غاية البساطة، قد يتعلق فقط بتنظيم الأكل وممارسة شيء من الرياضة، وهذا هو المطلوب منك وليس أكثر من ذلك، فليس هنالك ما يمنعك حقيقة من الذهاب إلى الأطباء ومقابلة طبيبك.

وطبيب واحد يمكن أن يكفي، طبيب الأسرة يمكن أن يفحص موضوع الإمساك والبطن وكذلك الدوالي، كل هذا يمكن عمله بسهولة شديدة جدًّا.

موضوع الشهوة الكبيرة والزائدة: أيها الفاضل الكريم: أولاً تُسيطر على الشهوة من خلال عدم الانغماس في التفكير الجنسي، هذا مهمٌّ جدًّا، ومن الواضح أن لديك ضوابط جيدة، فأنت فيك الكثير من الحياء، كما أنك تُراعي الحلال والحرام، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- يُخفض جدًّا ويكبح جماح هذه الشهوة، وأنصحك بممارسة الرياضة، وأن تُقدم على الزواج، ليس هنالك ما يمنعك أبدًا.

أفكارك الخاطئة حول نفسك وأنك صاحب كفاءة اجتماعية أقل، هذا يجب أن تُزيله تمامًا، وأريدك أن تضع برامج يومية للتواصل الاجتماعي، تتواصل مع أفراد أسرتك، تتواصل مع أصدقائك، تُصلي مع الجماعة في المسجد، تُمارس أي نوع من الرياضة الاجتماعية - أي مع مجموعة من الشباب.

هذا كله أيهَا الفاضل الكريم، يجعلك تحسُّ بالفعل أنك كنت تتخوف من أمورٍ لم يكن من المفترض أن تتخوف منها أبدًا.

حين تُقابل طبيب الرعاية الصحية الأولية يمكن أن يعطيك أيضًا دواءً بسيطًا جدًّا مضادًا لقلق المخاوف، وهنالك أدوية كثيرة جدًّا معروفة لدى الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً