الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار يمين الطلاق من الزوج وكثرة ضربه لزوجته .. معاناة امرأة

السؤال

أولاً: أشكركم لإتاحتكم هذه الفرصة للناس؛ لطرح مشاكلهم، وأنا واحدة من الناس، تعبت، وتعبت، ومللت من كثرة المشاكل، وتعبت من كثرة سماعي لكلمة: أنت طالق!

فأنا سيدة متزوجة منذ خمس سنوات، ولدي طفل في الثالثة من عمره، وطفلة في سنة ونصف من عمرها، كثرت الضغوط على زوجي من ناحية أهله، فهو يصرف عليهم، ويساعدهم في أمورهم المعيشية، وأنا أشجعه على ذلك، وأفتخر بذلك!

ولكن هذه الضغوط جعلتني أنا الضحية، هو لديه 6 إخوة، كل منهم يعيش حياته، هذا ما أعجبني فيه: رجولته، وشهامته نحو أهله الذين هم أقربائي! صار يقسو علي، يعاملني وكأنني جنيت عليه عندما تزوجته، وفتحت له بيت الزوجية!

كل أنواع المر أذاقني إياها، وإهانات، وإساءة، وضرب! كثيراً ما يضربني أمام أطفالي، وكثيراً ما يسيء إلي، وأكثر إساءاته أمام أهله، أغلب هذه المشاكل أنا مظلومة فيها، ولكن من يقول الحق؟ لا أحد! لأن أهله يقفون معه، حتى وهو ظالم!

كثيراً ما أعود إليه، وأعتذر، وألتمس له العذر؛ لأنه محاط بهذه المسؤوليات والضغوط، كثيراً ما تعودت أذناي كلمة: "أنت طالق"! أحسست أنني أنهار كل يوم! مع أنني طيبة الأخلاق، أحترم أهله، ولا أسيء إليهم! ومهما فعل بي، فلم أقم في أي يوم بإخبار أهلي، أو اللجوء إليهم! كنت أتحمل، وأصبر!

بالله أخبروني ماذا أفعل!؟ فقد عجزت! وضاعت حياتي، وأجمل أيام عمري دون ذنب! للأسف ندمت! وبكيت بدلاً من الدموع دماء! تعبت أعصابي، وتعبت نفسياً! ماذا أفعل؟ هل أنا مخطئة؟ هل أنا أستحق تلك المعاملة؟ هل يجوز أن يضربني زوجي في كل صغيرة وكبيرة؟ هل يجوز أن يرمي علي يمين الطلاق في كل صغيرة وكبيرة؟ ( رمى علي يمين الطلاق مرتين، وفي كل مرة يقول لي هو ومن حوله من أهله أن الطلاق غير واقع بسبب الغضب، فهل هذا صحيح؟ )

أغيثوني! أغيثوني! أغيثوني! أنا أنهار، ويتهدم كل الذي بنيته! أريد فقط الحياة الكريمة، والمعاملة الحسنة!. آسفة على الإطالة!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ك.ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تقبل الله صيامكم وقيامكم، وهدانا جميعاً إلى سواء السبيل.

تلمستُ استشارتك، ووقفت على معاملة زوجك لك، وأنها حسب قولكِ وصلت إلى هذا الحد من المعاملة.

أختي: جزاك الله خيراً على صبرك واحتسابك، وأنك تريدين الحياة الزوجية السعيدة، وسيجعل الله لك مخرجاً، وأرى أنك ربما تكونين قد قصرتِ في عدم شكواك لأهلك أو لغيرهم؛ لأن الزوجين غالباً يعجزان عن حل مشاكلهما، لذا فقد شرع الله تعالى مبدأ التحكيم في مشاكل الزوجين.

وعليه أرى أن حل هذه المشكلة أن تحاولي بقدر الإمكان أن تجلسي مع زوجك -سواءً تدعينه بالهاتف أو ترسلين له رسولاً- فإن استجاب لدعوتك فاجلسي معه وناقشيه في أمور حياتكما، وابحثي معه سبب المشكلة، وأظهري له رغبتك في حل هذه المشاكل، ولعل هذه الخطوة ستجدي إن شاء الله.
وإن لم يلبِ دعوتك بالجلوس معك، فأرى أن تلجئي لبعض الأهل، وأفضل أن يكون من أهله رجل عاقل فاهم لمشاكل الزوجية، وتحكي له الحاصل، إما عبر الهاتف أو الجلوس معه في حضور محرم، وتُظهري رغبتك في حل هذه المشاكل، فإن أتم الله الصلح فبها، وإلا فلا مفر أن يدخل الأهل، فتخبرين أهلك بالحاصل، وتطلبين منهم التدخل لحل المشكلة، وإن شاء الله هذه الخطوات الثلاث لن تفشل، واستعيني أختي بكثرة الدعاء، لا سيما في الشهر المعظم، ولا سيما عند السحر.

أسأل الله أن يحل مشاكلك كلها، ويحقق لك السعادة التي تنشديها. اللهم آمين.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً