الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل والحياء وعلاقتهما بالرهاب الاجتماعي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
إخواني الأفاضل من أهل العلم ـ زادهم الله علماً ونفعاً ـ أرجو مساعدتي! وفقكم الله!

مشكلتي أني أعاني من خجل شديد! والحقيقة من زيادة خجلي بدأت أكره نفسي! فمثلاً: أريد أن ألبس ملابس ـ نفسي تريدها ـ ولا أستطيع ذلك؛ لخوفي من نظرة الناس لي! ولا أستطيع المشاركة بالمجالس بالكلام من شدة خجلي!

ومن شدة خجلي يظهر على شكلي، والكثير الكثير من هذا الملعون الخجل الذي أحس أنه عدوي الأول! أرجوكم إذا كان يوجد علاج أتناوله لهذه المشكلة، فصفوا لي هذا العلاج! مثلاً عقار، أو شراب. والله إني أعاني معاناة لا يعلمها إلا الله!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية والقائمين عليها.

توجد ثلاث حالات كثيراً ما يخلط الناس بينها، وهي الخجل، وما يعرف بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، والحياء.

فأما الحياء فهو من الإيمان كما تعلم، وأما الخجل فيكون منذ الطفولة، وعلاجه يتمثل في تطوير المهارات الاجتماعية والسلوكية وفق برامج خاصة، يتعلم الإنسان من خلالها كيفية مخاطبة الآخرين ومواجهتهم، وأرى أن حالتك كما وصفتها ربما تكون في الغالب خوف ورهاب اجتماعي أكثر من أنها خجل.

بالنسبة للرهاب الاجتماعي، يتمثل العلاج في المواجهة، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، بمعنى أن تكون مستلقياً ومسترخياً، وتتأمل أنك في موقف اجتماعي يفرض عليك أن تكون أنت المتحدث أو الشخص الذي يقود، أو تتأمل أنه طُلب منك مقابلة مسئول كبير فجأة، وهذه الخيالات العلاجية لابد أن تكون مدة الجلسة الواحدة نصف ساعة على الأقل، وأن تمارَس صباح ومساء، وفي ذات الوقت تبدأ في المواجهة الفعلية ولكن بصورةٍ تدريجية، بمعنى أن تبدأ بالمواقف الاجتماعية السهلة، ثم تنتقل إلى الأكثر تعقيداً.

توجد الآن علاجات دوائية كثيرة لعلاج مثل حالتك، ومن أفضل هذه الأدوية ما يعرف باسم (زيروكسات) وتبدأ بجرعة 10 ملجم (نصف حبة) ليلاً بعد الأكل، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى جرعة 40 ملجم في اليوم، وتستمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم تخفض الجرعة تدريجياً بواقع نصف حبة كل أسبوعين.

لقد وُجد أن ممارسة الرياضة الجماعية، وكذلك الجلوس في حلقات العلم والتلاوة والمشاركة فيها من أفضل السُبل لعلاج الخجل والرهاب الاجتماعي.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً