الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل والرهاب بسبب التغيّر في شعري، فماذا أفعل؟

السؤال

أعاني من الخجل والرهاب بسبب شعري؛ لأنني قمت بفرده لأكثر من مرة، فأصبح شكله غريبا متقصفا مليئا بالتجاعيد، ولكن ليس هذا هو الأساس، بل نظرات الناس هي التي تسبب لي ذلك، فأصبحت أتجنب الأماكن المزدحمة؛ خوفا من سخرية الناس، مع العلم أني مللت من حياتي بهذه الطريقة.

شاكرا لكم جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: إن المجال النفسي الاجتماعي الذي تكوّن حولك جعلك أكثر اهتماما بنفسك وبشكلك. فقد تكون السمات والصفات التي تتمتع بها ملفتة لنظر الآخرين، ولكن كيف تفسر هذه النظرة؟ الإجابة على هذا السؤال هي التي تحدد طبيعة مشاعرك. فهل مظهر الشعر هو المعيار والمقياس لشخصيتك أم أن هناك العديد من الصفات غير المرئية هي التي تعبر عن شخصيتك؟ أين العقل؟ أين الأخلاق؟ أين التدين؟ أين الثقافة والمعرفة؟ وأين وأين؟

الذي نريده منك هو أن تفكر في الجوهر وليس في المظهر، فالمظهر قابل للتغيير، ولكن يبقى الجوهر كما هو، فالمولى -عزَ وجلَ- ينظر إلى قلوبنا لا إلى صورنا وأشكالنا، فالمعيار الحقيقي هو التقوى.

وإليك بعض الإرشادات ستساعدك -إن شاء الله- في التغلب على المشكلة:

1- نذكرك -أخي الكريم- أنك لم تفعل شيئا فاضحا حتى تنطوي وتستحي، وتبتعد عن مخالطة الناس في المناسبات، بل فسر نظرة الناس إليك تفسيراً إيجابياً.

2- التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات؛ لتقوى العلاقة بينك وبين المولى -عزَ وجلَ- فإذا كنت مع القوي فستكون -إن شاء الله- أقوى، ولا تخف من أي مخلوق مهما كانت مكانته أو جنسه.

3- قم بتعديد صفاتك الإيجابية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، ولا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات.

4- ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين الذين لهم صفات وخصائص لا تملكها أنت، بل انظر إلى من هم أقل منك واحمد الله على نعمه، وتطلع إلى الأحسن والأفضل.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق اجمد

    شكرا على النصائح الجيلة دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً