الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح صديقتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكت لي إحدى صديقاتي غير المتزوجة، والتي تبلغ من العمر 27 عاما، أنها تتواصل وتتحدث منذ أكثر من 4 شهور مع شاب عن طريق الواتس أب سراً، وهي تشعر بتأنيب الضمير، ودائماً تريد أن تقطع هذه العلاقة، لكنها لا تستطيع بحجة أنها غير متزوجة، وتشكو من فراغ عاطفي، ولم يأت نصيبها وتتزوج، وأنه لا مانع لديها من إفراغ بعض حنانها عليه، أو تشعر أنها موضع اهتمام أحد ما.

علماً بأن هذا الشاب منفصل عن زوجته ولديه ولد، وصارحها بأنه يريدها فقط صديقة، وصارحها بوضعه وأنه لا يستطيع الزواج منها، لكنه يغمرها بعبارات الحب، والإطراء، والغزل، وأنا أخاف على صديقتي أن تقع في الحرام، أو تحبه وتتعود على وجوده في حياتها، ماذا أفعل؟ كيف أنصحها؟ فهي حساسة جداً، وكانت مثالا في الأخلاق والتدين، ما الذي حدث لها؟ استغربت هذا التصرف منها.

بدأت استنتج من كلامها أنها فقدت الأمل في الزواج، وتتكلم عن العنوسة كثيراً، رغم أن كثيرا من العرسان تقدموا لخطبتها لكن لم يحصل النصيب، فأنا أريد وسيلة مناسبة لأنصحها بها.

ألف شُكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر عليك تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما استصعب أمره عليك، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: جزاك الله خيرا على حرصك على أختك، وعلى السؤال عما يصلحها، وهذا هو الظن بالأخت المسلمة نسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة.

ثانيا: أول ما ينبغي عليك فعله أختنا هو الاجتهاد في تعظيم الله في قلب أختك؛ لأنها متى ما عظمت الله -عز وجل- ومتى ما خافت الله والتزمت حدوده صعب عليها أن تعصيه، ويكون هذا عن طريق المحاضرات والندوات وسماع الأشرطة الدينة أو مشاهدة المحاضرات الدعوية.

ثالثا: نود منك أختنا أن تعرفيها على بعض الأخوات الصالحات، فالصحبة الصالحة وقاية من الوقوع في الكثير من الهنات، والصاحب كما قالوا ساحب، وليس عيبا أن تتحدثي إليهن أن يبحثن عن زوج مناسب لأختك.

رابعا: اعلمي أنها تحاول تبرير ما تفعل لتهرب من تأنيب الضمير، فلا تفتحي لها هذا الباب، فإن حدثتك عن الفراغ العاطفي فحدثيها عن حرمة إشباع الرغبة بما حرم الله، حدثيها عن الأخوات التي بلغ سنهن أضعاف عمرها وتخشى أن تلقي الله على معصية، حدثيها عن اليوم الآخر وكيف سنعرض على الله ومعنا أعمالنا، المهم أن تغلقي باب تبرير الفعل المحرم .

خامسا: من المهم أن تفتحي لها باب الأمل، وأن تخبريها أن سنها طبيعي جدا، وأن البنات أكبر منها ولم يتزوجن وبعضهن تزوج على كبر.

وأخيرا: أكثري لها الدعاء، وسلي الله أن يهديها للخير، وأن يرشدها إلى الحق، وأن ييسر لها الزوج الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً