الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بفرقعة عند البلع أو تحريك الفك وانغلاق بالأذن

السؤال

السلام عليكم

أحس بكتمة بالأذن تجعل الإنسان مكتئبا، فقد ذهبت إلى الطبيب، وقال لي: إن السبب الأنف وليس الأذن. وأعطاني أقراص (كلاريناز) فلم أتحسن، ثم ذهبت إلى طبيب آخر فأعطاني (أوتريفين) وبعض الأدوية، ثم ذهبت إلى آخر فأعطاني (ايفاستين) مضاد للحساسية وبعض الأدوية، وقال: لا تكررها، وخذ أيفاستين عند اللزوم، مع مضغ العلكة.

بدأت أذني في بداية الأمر بفرقعة عند البلع أو تحريك الفك، ثم بعد هذه الأدوية تحولت إلى كتمة بالأذن، مرة في جانب من الأذنين، ومرة في الاثنينن وتزاد أحيانا حين السفر داخل السيارة بدون تهوية، و(فالسافيا) لا تفيد في شيء، تفتح الأذن ثم تكتم مرة أخرى، وربما أشد.

أسأل الله أن يوفقكم في الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن المشكلة هي في الأذن الوسطى، وتهويتها عبر أنبوب التهوية الذي يصلها مع البلعوم الأنفي، والذي يدعى (نفير أوساتشيوس) حيث إن مهمة هذا الأنبوب هو تعديل الضغط داخل الأذن الوسطى زيادة أو نقصانا بحسب الضغط الجوي المحيط؛ ليصبح الضغط داخل الأذن الوسطى هو تقريبا نفس الضغط خارجها، وهكذا يكون غشاء الطبل حر الحركة والاهتزاز؛ لتلقي الصوت القادم من الخارج، ونقله للأذن الوسطى والداخلية.

عندما يحدث اضطراب في الطرق التنفسية العلوية قد يؤدي ذلك إلى انسداد فتحة هذا الأنبوب من طرف البلعوم الأنفي، وهذا الانسداد يعطل آلية التهوية التي يقوم بها أنبوب (أوستاشيوس) وبالتالي يحصل هذا الشعور بالانسداد والضغط داخل الأذن.

الانسداد يكون أحيانا بسيطا، ولا يحتاج إلا إلى نفخ الأذن بمناورة ندعوها (مناورة فالسالفا) وهي كالتالي:

إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى. وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء. وفي حال عدم نجاح النفخ لا بد من إعطاء أدوية مثل مضادات الاحتقان، ومضادات التحسس، مع بخاخات الأنف المضادة للاحتقان.

حسب شكايتك فقد جربت كل هذا ولم ينفع، فالتالي هو استخدام الكورتيزن عن طرق الفم (بريدنيزولون 1 ملغ لكل كيلو غرام من وزن الجسم لمدة عشرة أيام، ثم يخفض تدريجيا، وتحت إشراف طبي) وكذلك يعطى الكورتيزون عن طريق بخاخات الكورتيزون الموضعية (فليكسوناز, رينوكورت...) بالإضافة لمضادات الوذمة (سيراتوبيبتيداز) ومذيبات البلغم (برومهيكسين, أمبروكسول...).

أعود فأؤكد على أن طريقة إجراء حركة النفخ يجب أن تكون صحيحة -كما شرحتها- وإلا فلن ينفع العلاج الدوائي لوحده.

هناك حالات معاندة قد تحتاج الجراحة بثقب غشاء الطبل تحت التخدير الموضعي أو العام، ووضع أنبوبة تهوية دقيقة عبر غشاء الطبل، وتترك لفترة أشهر، ثم تسقط لوحدها، أو نقوم بإزالتها في العيادة.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً