الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبة الصرع وحين أصاب بها تتبعها نوبة فوبيا

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 25 سنة، أعاني من مرض الصرع -والحمد لله على كل شيء- والمشكلة التي أواجهها أني أعاني من نوبة الصرع وحين أصاب بها تتبعها نوبة فوبيا، وإذا بقيت في المنزل أشعر بخوف شديد من أي شيء.

أتخيل أشياء غريبة، وإذا خرجت للشوارع أرى وجوه الأشخاص بأحجام كبيرة جداً جداً، أسمع أصواتاً غريبة لدرجة أنني لا أستطيع النوم!

كما أنني أصاب بالتعرق وزيادة في نبضات القلب، وأعلم بأن هذا كله وهم ووهن، ولقد حاولت كثيراً ومراراً أن أقنع نفسي ولكن أصبح هذا الشيء كأنه يخاصمني ويزداد عناداً.

دكتورنا الكريم، لقد أصبح هذا يؤثر سلبياً على صلاتي وعلى عملي، فأرجو أن تساعدوني، بأن تصفوا لي اسم عقار.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: من الأشياء المعروفة أن بعض الذين يُعانون من النوبات الصرعية حين تأتيهم هذه النوبات قد تحدث لهم تغيرات مثل النوع الذي حدث لك: تغيرات نفسية، تغيرات وجدانية، شعورٍ بالقلق، شعورٍ بالمخاوف، نوعٍ من الهلاوس الكاذبة، وكما تفضلتَ الجهاز السمبثاوي تحدث أيضًا فيه تغيرات ممَّا يؤدي إلى التعرُّق وزيادة في ضربات القلب، وهذه الظواهر معروفة بعد النوبات الصرعية.

لذا – أيها الفاضل الكريم – الحل والعلاج الأكيد لحالتك هذه هو ألا تحدث نوبات صرعية، بمعنى أن تتناول أدوية سليمة وبجرعات كافية لأن تُجهض أي نوبات صرعية، والهدف دائمًا من علاج الصرع هو ألا تحدث النوبات الصرعية.

الذي أنصحك به - أيها الفاضل الكريم – هو أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب مرة أخرى ليُراجع الأدوية المضادة للصرع التي تتناولها الآن، وبعد أن يتم تعديل الجرعات أو تعديل الأدوية ذاتها من المفترض ألا تأتيك أي نوبات صرعية، وهذا قطعًا سوف يمنع الظاهرة التي تحدثتَ عنها والتي تحدث لك بعد النوبات الصرعية.

إذا كانت الأدوية التي تتناولها كافية وبجرعات صحيحة وبالرغم من ذلك تأتيك نوبات صرعية، نعتبر هذه من الحالات النادرة، وفي هذه الحالة يمكن للطبيب أن يصف لك أحد مضادات القلق مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) يُساعد كثيرًا في عدم حدوث الظواهر التي تحدثت عنها، لكن أؤكد لك – مرة أخرى – أن الهدف الذي يجب أن تصل إليه هو ألا تأتيك نوبات صرعية أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة بإسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً