الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أستيقظ صباحًا أجد فمي ممتلئاً باللعاب، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

عندما أستيقظ صباحًا أجد فمي ممتلئًا باللعاب، وذا رائحة كريهة، فما الحل؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayoub حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.

إن إفراز اللعاب يتم عن طريق غدد لعابية رئيسية ثلاث، وهي الغدة اللعابية النكفية خلف الأذن، والممتدة لزاوية الفك السفلي والغدة اللعابية تحت الفك السفلي والغدة اللعابية تحت اللسان، وعن طريق مجموعة من الغدد اللعابية الصغيرة المتوزعة في جوف الفم في قبة الحنك أو المخاطية الفموية.

ولزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم أسباب عديدة أهمها:
- الأسباب الفموية من سوء إطباق الأسنان، والأسنان الشئزة، وبقايا الجذور والخراجات الفموية والتهاب اللثة وبعض أنواع الحشوات السنية.

- أسباب متعلقة بارتخاء العضلات المحيطة بالفم مما يبقي الفم مفتوحًا أثناء النوم، وبالتالي سيلان اللعاب خارج الفم أثناء النوم.

- بعض أمراض البلعوم والأنف التحسيسية والالتهابية.

-عند الأشخاص العصبيين، حيث تلعب الحالة النفسية للمريض دورًا هامًا في إفراز اللعاب.

- قد يترافق زيادة إفراز اللعاب مع تناول بعض أنواع الأدوية كالأدوية النفسية، أو بعض أنواع المسكنات، وخاصة مسكنات الألم المركزية.

- وجود طفيليات معوية تظهر بتحليل البراز.

- يحدث زيادة إفراز اللعاب مترافقًا مع بعض الأمراض العصبية كداء باركنسون.

أخي الكريم: إن زيادة إفراز اللعاب غالبًا عند الأشخاص الطبيعيين لا يكون بسبب زيادة ملحوظة في إفراز اللعاب، وإنما بسبب نقص آلية بلع اللعاب أثناء النوم نتيجة ضيق المريء، أو التنفس الفموي، وهذا بحد ذاته ليس مشكلة ذات أهمية في الشكل البسيط، أما المشكلة فتكمن في سيلان اللعاب أثناء الكلام مما يتسبب بالحرج للشخص أثناء الكلام، وهذه الحالة فقط هي التي تستدعي العلاج، والذي يكون بداية بالأدوية مثل السكوبولامين، أو الاتروبين، والتي يجب أن تعطى تحت إشراف طبي، وفي حال استمرار الحالة قد نلجأ لتخثير عصب الغدة المفرزة أو حقن البوتكس مما يقلل من إفراز اللعاب.

أما الرائحة الفموية المترافقة مع اللعاب، غالبًا ما تكون بسبب تخمر فضلات الطعام بين الأسنان، أو على سطح اللسان، أو بسبب التهاب اللثة المتقدم، وخصوصًا إذا ما ترافق إفراز اللعاب مع البصاق الممزوج بالدم.

لذلك -أخي الكريم- يجب عليك تنطيف الأسنان بشكل جيد قبل النوم، واستعمال الخيط السني للتنظيف بعد الانتهاء من التفريش، كما يجب عليك تنظيف اللسان بشكل جيد، واستعمال المضامض الفموية المطهرة للفم والأسنان، ومراجعة طبيب الأسنان لعمل تنظيف الأسنان، ووصف الأدوية عند الحاجة، وبشكل دوري كل ستة أشهر.

كما يجب عليك نفي الأسباب الأخرى للرائحة الفموية كمرض السكري، أو القصور الكلوي، أو الالتهابات الفطرية للسان والطريق الهضمي العلوي، وذلك بمراجعة الطبيب المختص بعد نفي المسبب الفموي للرائحة المزعجة.

كما أنصحك بشرب الماء على دفعات، والمضمضة به قبل البلع ولا تجعل خيالك يأخذك بعيدًا بالتفكير بالرائحة الفموية، فهي موجودة عند الجميع، ولكن بدرجات تختلف بين شخص وآخر، ومن الطبيعي أن تكون لأي شخص رائحة فموية بسيطة بعد الاستيقاظ من النوم، ولكن المشكلة تكمن باستمرار هذه الرائحة أثناء اليوم، ولا يستدعي العلاج منها إلا الرائحة التي تسبب نفورًا من حولك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عبد المالك

    شكرا على الموضوع الرائع

  • لبنان Rami

    شكرا اخي الكريم جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً