الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نزول المذي بعد كل عملية تبول، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من نزول المذي بعد كل عملية تبول، حتى أنه يمنعني بعض الأحيان من صلاتي، وأتأخر عنها، فماذا أفعل؟

ولا أعرف هل هذا يحتاج لعلاج أو هذا شيء طبيعي؟ علماً أني أمارس العادة السرية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المذي: عبارة عن سائل لزج وشفاف, تفرزه غدد كوبر في مجرى البول, ووظيفته هي تنظيف مجرى البول من بقايا البول والجراثيم التي بداخله, وكذلك ترطيب وتزليق القضيب أثناء الجماع, ويفرز نتيجة الإثارة الجنسية.

تختلف كميته من شخص لآخر, وقد يحدث نزول المذي مع أقل استثارة وهذا أمر طبيعي ويعتبر فيزيولوجيا, ولا يحتاج عادة إلى علاج, ويمكن تقليل كميته وتواتره عن طريق الابتعاد عن العادة السرية السيئة، لما لها من تأثيرات جسدية سلبية، والابتعاد عن كل ما يشجع على ممارستها من المثيرات الجنسية بكافة أشكالها.

ويمكنك الاطلاع على الجانب الشرعي فيما يتعلق بالطهارة والوضوء.

والله الموفق.

++++++++++++
انتهت إجابة د. هاني حمود . استشاري جراحة بولية وتناسلية.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++++++

مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب.

نزول المذي مُوجبٌ للوضوء، وهو في أحكامه كالبول، أي أنه نجس في نفسه ويُوجب الوضوء وغسل ما أصاب البدن والثوب منه، وإذا كان نزول المذي ينقطع بعد وقتٍ ويكون ذلك الانقطاع قبل خروج وقت الصلاة، فمثلاً في الظهر ينقطع قبل أن يؤذِّن المؤذِّنون للعصر ويبقى قبل أذان العصر وقت يكفي لأن تستنجيَ وتتوضأ وتُصلي، وأنت تعلم أنه سينقطع في ذلك الوقت، فالواجب عليك في هذه الحال أن تنتظر انقطاع المذي وتتوضأ بعد انقطاعه بعد الاستنجاء ثم تُصلي، ولو فاتتك صلاة الجماعة بهذا السبب فأنت معذور، وإن تمكنت أن تصلي جماعة في البيت أو في غير ذلك فافعل.

هذا إذا كان ينقطع بعد وقتٍ من التبول وقبل أن يخرج وقت الصلاة، أما إذا كان لا ينقطع وقتًا يكفيك للوضوء وللصلاة، بل يستمر بالنزول طول وقت الصلاة، أو يضطرب في نزوله، فلا تدري متى ينقطع، وليس له انتظام، ففي هذه الأحوال أنت صاحب سلس.

والواجب عليك أولاً أن تُنهي الأسباب التي تؤدي بك إلى هذا الحال، فإذا كانت هناك إثارات تتسبب في ذلك فالواجب عليك ترك تعاطي تلك الإثارات حتى تتمكن من أداء الصلاة على الوجه المطلوب، فإن لم يحصل ذلك واستمر المذي بالنزول فأنت من أصحاب الأعذار، والواجب على صاحب العذر أن يستنجي ثم يشُدُّ شيئًا يمنع خروج النجاسة، ثم يتوضأ بعد دخول الوقت، ويُصلي بوضوئه ذلك فريضة الوقت وما شاء معها من الصلوات، فإذا دخل وقت الصلاة الأخرى احتاج إلى أن يُجدد الوضوء.

هذا عن حكم المذي، أما ممارسة العادة السرية أو ما يسميه الفقهاء بالاستمناء، فإن نصيحتنا لك أن تحفظ دينك وصحتك بالابتعاد عنها، وجماهير علماء المسلمين يرون بأنها محرمة، لأنها من الاعتداء الذي قال الله تعالى فيه عن وصف عباده المؤمنين المفلحين أصحاب الجنة، قال: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}. فجمهور علماء المسلمين يرون أن هذا من صور الاعتداء.

نصيحتنا لك أن تأخذ بالأسباب التي تُعينك على تقليل الشهوة وإثارتها، ومن ذلك: الإكثار من الصوم، والابتعاد عن المثيرات السمعية والبصرية، ومرافقة الصالحين، وشغل نفسك بالشيء النافع، فإنك بذلك تُعين نفسك - بإذن الله - على تجنب هذه العادة القبيحة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً