الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إغماءات كثيرة، فهل عندي مشكلة في القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا بنت عمري 19 عاما، عانيت من إغماءات كثيرة خلال ال(3) شهور الأخيرة، بحيث يحدث لي إغماء عند القلق والتوتر والخوف، أو البكاء، وحدث لي أيضا أثناء النوم أو عند الاستيقاظ مباشرة، فذهبت إلى طبيب، فقال لي: إنها أنيميا.

وفي يوم ليلا عانيت من قلق وتوتر، وأحسست بوجع في قلبي، ودوخة، فذهبت إلى المستشفى، وقام الطبيب بإجراء فحوصات على القلب، وقال لي: إن عضلة القلب بها إرهاق، وهذا بسبب الضغط النفسي الزائد. وأعطاني دواء (ديجوكسين) و(كابتوبريل) مع العلم أن تاريخ عائلتي الطبي لا يوجد به أي أمراض في القلب، ونقوم دائما بفحص دوري، فهل هذا تشخيص خاطئ؟ وهل الحل الأمثل هو هذان الدواءان؟ وهل أعيد التشخيص أم لا؟ وهل من الممكن أن فتاة بعمري تصاب بهذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المحبة لله حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يصح تناول دواء (ديجوكسين Digoxin) و(كابتوبريل Captopril) إلا في حال فشل في عضلة القلب نتيجة مرض مزمن يسمى (congestive heart failure) وأنت - ابنتي - لا تعانين من ذلك المرض، ولكن تعانين من فقر دم، ونقص فيتامين (د)، وضعف وهزال؛ نتيجة سوء التغذية، ولذلك يجب التوقف عن تلك الأدوية، وعدم تناولها، مع ضرورة فحص صورة دم (CBC) وفحص فيتامين (د) وتحليل بول، وتحليل براز، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

والإغماءات والدوخة والصداع في سن الشباب ليس له علاقة بالقلب، ولكن له علاقة بفقر الدم، أو الأنيميا، وهي التي تؤدي إلى الدوخة، والشعور بالكسل، والقلب ما هو إلا مضخة لضخ الدم الموجود، وفي حالة فقر الدم فإن القلب يحاول العمل أكثر لإيصال الدم إلى كل أجزاء الجسم؛ فيحدث تسارع النبض، أو الخفقان، ويمكن -للتأكد من ذلك- عمل تخطيط للقلب، وعمل إيكو أو سونار على القلب.

ويصاحب فقر الدم في كثير من الأحيان نقص في فيتامين (د) ونقص في فيتامين (B12) ونقص الكثير من العناصر الغذائية الضرورية، ولذلك يجب تناول نوع من مقويات الدم، وتناول كبسولات فيتامين (د)، وحبوب الكالسيوم، وتناول الغذاء الصحي السليم، وأخذ قسط من الراحة في القيلولة، والنوم مالا يقل عن ساعة ظهرا، والنوم العميق ليلا لمدة (5) أو (6) ساعات، خصوصا وأن الجسم يفرز موادا مسكنة قوية جدا تماثل المورفين، تسمى (إندورفينز Endorphins) تسكن ألم اليوم الماضي، وتؤدي إلى حالة من النشاط والحيوية، مع ضرورة تناول بعض المخللات والأجبان المالحة؛ لأن ملح الطعام ضروري لضبط ضغط الدم، مع شرب المزيد من الماء والعصائر للغرض نفسه.

مع ضرورة تناول البروتين الحيواني من اللحوم، والأسماك، والدجاج، والبيض، والعسل، والتمور، وذلك لضبط الوزن وزيادته (10) كجم على الأقل؛ لكي يصل إلى (65) كجم، وسوف يمن الله عليك بالشفاء إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً