الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت حالتي من رهاب اجتماعي إلى خجل وانطواء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أحبائي في الله: جزاكم الله خيراً، وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 21 سنة، منذ ٥ سنوات أصبت بالرهاب الاجتماعي بين ليلة وضحاها، إثر موقف محرج حدث لي، فتغيرت حياتي جذرياً في هذه الفترة، وانقلبت رأساً على عقب، فأصبحت إنساناً خجولاً جداً، مع العلم أني لم أكن خجولاً من قبل، وصرت كئيباً، قلقاً، عصبياً، وأخجل من الجنس الآخر كثيراً، وأتعرق كثيرا، ويحمر وجهي، وعندها أفقد كل شيء، وأتمنى أن أهرب من المكان الذي أنا فيه.

توالت الأيام، وتطور الخوف والقلق والخجل لديّ، فصرت أخجل حتى في البيت، وأمام الأقارب والخالات والعمات، وصرت كئيبا جداً، وأصبح تفكيري كله منحصرا على الخجل، حتى انغرز في أحشاء عقلي الباطن.

علما أني أستفيد من موقعكم، فأنا أتصفحه، وقد استعملت سيروكسات منذ ٨ أشهر، واستفدت، وقطعت العلاج، ولكن يحمر وجهي ويتعرق، وحينها أفقد كل شيء.

ما الحل؟
أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حدث لك شيءٌ طبيعي، يتطور المرض والاضطراب إذا لم يتم التدخل العلاجي، فمشكلتك كانت من رهاب اجتماعي تطورتْ إلى ضيق وخجل، وبعد أن كان مع الأغراب صار حتى مع الأهل.

الحمد لله فقد استفدت من (الباروكسات) - الذي هو الـ (باروكستين) أو الـ (سيروكسات) كما قلت - ولكنك توقفت عن تناوله.

أولاً: أريد أن ألفت نظرك إلى أن أحسن شيء لعلاج الرهاب الاجتماعي هو الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي، ولذلك أنصحك بالعودة إلى السيروكسات، مع العلاج السلوكي المعرفي، وإذا كان متيسِّرٌ لك مع معالج نفسي محترم ليقوم بعمل جلسات مُحددة؛ ليُساعدك في التغلب على الرهاب الاجتماعي والخجل فبها، وإلا فيمكنك أنت أن تعمل بعض التدريبات مع استعمال الباروكسات، وهي:

بدلاً من الهروب عليك المواجهة، ولكن احضر كرَّاسة -أو دفتر- وتُسجل المواقف بدقة شديدة، المواقف الصعبة، ثم الأقل صعوبة، ثم التي يمكن التغلب عليها بقليلٍ من الجهد، ولْتبدأ بالمواقف الأقل صعوبة، وتواجهها، مع تناول السيروكسات، حتى يمكن أن تواجه هذه المواقف دون حدوث أي أعراض قلق أو توترات، ثم تذهب إلى المرحلة الأخرى، الأصعب في الأصعب، وهكذا حتى تستطيع أن تتغلب على كل هذه المراحل، وحينها يمكن أن توقف السيروكسات بالتدريج، وبإذن اللهِ لا يرجع إليك الرهاب الاجتماعي.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً