الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند التفكير في السفر أصاب بالخوف واحمرار الوجه، ما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أكثر من سنتين وأنا أعاني من حالة، وأعتقد أنها رهاب الساح، أو الابتعاد عن المنزل.

أنا عمري 22 سنة، ومقبل على السفر، وأريد أن أسافر، ولكن عند التفكير تصيبني حالة من الخوف، واحمرار الوجه، ودقات القلب، وتنميل، وأقول في داخلي: لا أريد السفر بعد الآن، وبعد دقائق تذهب، وعند خروجي من المنزل والذهاب إلى مكان بعيد ما يجب أن أعرف أحدا هناك (إذا أصابني مكروه) يساعدني، وأكثر شيء يخيفني هو الضياع في مكان وليس لدي أحد.

قبل سنة ذهبت إلى دولة سياحة، وأصابتني نوبة، وتركت رحلتي ورجعت، ومع الأسف كان موقفا محرجا جدا، رجاء أريد أن أعرف اسم حالتي وعلاجها، علما أني كثير التفكير والخيال.

وجزاكم لله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رهاب أو فوبيا الساحة هو حالة من الخوف الشديد عند التفكير في ترك المنزل والذهاب إلى الأماكن المفتوحة، ولذلك يتجنب الشخص الخروج من المنزل، ويفضل البقاء في المنزل، وعادة الخوف من حدوث شيءٍ ما إذا خرج من المنزل، أو الخوف من حدوث حالة هلع أو خوف، ولا يجد شخصًا ما ينقذه أو يقف بجانبه، فلذلك لا يخرج من المنزل.

وبعض الناس يتغلبون على هذا الشيء بالخروج مع شخص ما، حتى ولو كان طفلاً صغيرًا، فإنهم لا يستطيعون الخروج لوحدهم، ولكنهم يمكن أن يخرجوا مع شخصٍ مرافقٍ لهم، وهذا ما يُعرف برهاب الساحة.

وتتفاوت حدته من شخص إلى آخر، يمكن أن يكون إنسان يتجول في داخل مدينته، أو بالقرب من المنزل، ولكن لا يستطيع أن يسافر إلى مدينة أخرى في القُطْرِ نفسه، أو لا يسافر إلى بلدٍ آخر، وأشدَّها على الإطلاق هي الجلوس في المنزل على طول الوقت وعدم الخروج منه نهائيًا.

من خلال رسالتك القصيرة يبدو منها أنك تعاني من رهاب الساحة الذي يرتبط في السفر فقط، أي عندما تفكِّر في السفر يُصيبك هذا النوع من الرهاب، هذا بخصوص شرح حالتك.

العلاج نوعان: علاج سلوكي وعلاج دوائي:
العلاج السلوكي: يمكن أن يكون بالتخيُّل، أولاً يجب عليك أن تدرس الدولة التي تريد الذهاب إليها وتتخيل في نفسك ماذا سيحصل لك عندما تنزل إلى المطار وتذهب إلى الفندق والجولات السياحية -وهلمَّ جرًّا-؟ وكلما تُصاب بالقلق والتوتر يجب أن تتوقف من التفكير، وتأخذ نفسًا وترتاح، هذا يُسمى بالعلاج السلوكي بالتخيُّل.

العلاج الدوائي: يمكن أن تأخذ بعض الأدوية المُهدئة، مثلاً، حبوب (لكسوتانيل Lexotanil)، أو ما يعرف علميًا باسم (برومازبام Bromazepam) ثلاثة مليجراما، تبدأ بأخذ حبة يوميًا، أو حبة صباحًا ومساءً، أو نصف حبة صباحًا ومساءً، حسب التهدئة لك، تبدأ أخذها من حوالي أسبوع قبل السفر، وتستمر في تناولها طيلة فترة السفر، وعند الرجوع يجب التوقف منها.

هذه حبوب مهدئة فقط، يمكن أن تتناول علاجًا -مثلاً- يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، ولكن يجب أن تبدأه قبل شهرٍ من السفر؛ لأنه ليس له مفعول في اللحظة، وإنما يبدأ مفعوله بعد أسبوعين.

سبرالكس عشرة مليجراما، نصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة، ولكن يجب عليك أن تبدأها قبل شهرٍ من السفر، وتواصل تناول العلاج عند السفر، ويمكن التوقف عنه بعد الرجوع.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً