الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تأخر الدورة وحبوب وشعر بالوجه، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الذي نلجأ إليه عند كل مشاكلنا ونلاقي النصيحة، والله يجعله في ميزان حسناتكم، وأخص بالذكر الدكتورة رغدة عكاشة التي لامست قلبي بردودها؛ فشكرا من القلب.

عندي مشكلة -وأعتذر عن سوء الصياغة-:
أنا بنت عمري 26 سنة، ومنذ تقريبا 7 سنين وأنا أعاني من مشاكل تأخر بالدورة، وحبوب وشعر بالوجه، ووزني كان يتراوح بين 49- 54 بتلك الفترة، وحاليا وزني 59.

راجعت أكثر من مرة دكاترة، وكان عندي تكيس، وأخذت علاجات ريتان، وأخذت ديان، وعلاج نسيت اسمه للسكر، واستمررت على ريتان لعلاج الحبوب يمكن 5 أشهر، وعلى الديان فترة طويلة تتجاوز السنة، ثم تركت العلاج مدة، والمشكلة رجعت، وفي السابق كانت حبوب، وهذه المرة تركت ندوبا، وشعرا زائدا، والدورة تأخرت.

أخذت علاج (دوكسيدار Doxydar) للحبوب كمضاد حيوي، وراجعت طبيبات، وكل مرة كنت آخذ علاج منع الحمل، وآخر علاج اسمه (progyluton)، وبعض الأوقات الدورة تأتي بدون ما آخذ أدوية، كل شهرين فقط تجيء أياما وتكون خفيفة جدا، وحاليا قطعت الأدوية، وأعاني من ضغوط نفسية ومن تأخر الدورة، مع أنها في فترات تجيء خفيفة ولأيام، وتتقطع.

وأعاني من انتفاخ بالبطن، وأحيانا إمساك لأسابيع، وعندي إحباط بحجم الكون!، والندوب التي بوجهي سببت لي حزنا كبيرا، وحاولت أن أعالجها، وعملت 6 جلسات ليزر بمستشفى الملك عبد الله إلا أن النتيجة 0%، وهذا زاد من إحباطي؛ لأنه رغم أن الإمكانات المادية بالبيت تعيسة، وحاولت أن أتعب وأجمع مبلغا للعلاج بالليزر وما استفدت.

أتمنى أن ألقى عندكم النصيحة، كيف أعالج التكيس؟ وكيف أتخلص من الندوب من آثار الحب ومن آثار جرح وخياطة قديم؟ وأرجو أن تكون التكلفة غير صعبة. فقد فقدت الأمل من الشفاء.

إذا أحد ينصحني باسم دكتور أو مركز أعالج عنده أكون شاكرة له، وله مني الدعاء.

أعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرد لك الشكر بمثله, وكلماتك الطيبة تدل على ذوقك وحسن خلقك، وأرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى دائما.

نعم -يا ابنتي- إن الأعراض التي تعانين منها تدل على ارتفاع في هرمون الذكورة، وهو ما يحدث في متلازمة (تكيس المبايض)، فتكيس المبايض هو أكثر سبب أو مرض يؤدي إلى ارتفاع هرمون الذكورة عند الإناث، لكن -ورغم ذلك- يجب دوما الحذر والتأكد من عدم وجود أسباب أخرى لهذه الأعراض, فتشخيص (تكيس المبايض) يجب أن يتم دوما عن طريق النفي، أي يجب أن ننفي ونستبعد كل الحالات المرضية الأخرى، التي قد تعطي أعراضا مشابهة له، ومن أهمها: اضطراب الغدة الدرقية، أو الكظرية، ثم بعد ذلك إذا كانت سليمة نفكر في تكيس المبايض.

ولذلك فإنني أنصح بأن يتم عمل تحاليل هرمونية دقيقة وشاملة لك، خاصة وأن الحالة عندك كما وصفت شديدة، وبدأت بسن مبكرة نسبيا، والتحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T4-T3-PROLACTIN- DHEAS-17 HYDROXYPROGEST.

ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية, وفي الصباح.

إذا تأكد بأن التحاليل عندك سليمة، وأن الحالة هي حالة تكيس على المبايض، فهنا أقول لك: إن أفضل علاج لمن كانت غير متزوجة هو تناول حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون، مثل (جينيرا gynera) أو (ياسمين Yasmin) لكن دواء الـ (بروجيلوتون Progyluton)، وأن كان ينظم الدورة، ويعطى بنفس طريقة حبوب منع الحمل إلا أنه ليس مانعا للحمل، ولا يصلح لعلاج تكيس المبايض.

ويجب تناول منع الحمل ثنائية الهرمون، مثل نوع (ياسمين) أو (جينيرا) لفترة لا تقل عن سنة، وبالإضافة إليها فإنني أنصحك بتناول حبوب تسمى (جلوكوفاج Glucophage) عيار (500) ملغ, ابدئي بحبة واحدة يوميا في الأسبوع الأول، ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني، ثم ثلاث حبات يوميا في الأسبوع الثالث، واستمري على ثلاث حبات بعد ذلك لفترة لا تقل عن (6) أشهر.

كما أنصحك بالحفاظ على وزن مناسب لطولك، وبممارسة الرياضة بشكل يومي، واتباع نمط غذائي يعتمد على الأطعمة الطازجة، مع الإكثار من الخضروات والفاكهة، والابتعاد عن الأطعمة المعلبة والمحفوظة، أو التي تكثر فيها المواد الملونة أو التي بها نكهة.

إن حبوب منع الحمل ستنظم لك الدورة، وستقلل من هرمون الذكورة، ولن تؤثر على خصوبتك مستقبلا، بل على العكس فهي ستحافظ على مخزون المبيض عندك؛ لأنها ستؤدي إلى منع الإباضة، فتبقى البويضات سليمة في المبيض، لذلك لا تقلقي من تناولها أبدا، حتى لو استدعى الأمر تناولها لفترة طويلة.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم
وتليها إجابة د/ محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
++++++++++++++
بالنسبة للعقار المذكور الذي تناولته لمدة خمسة أشهر، فيعرف علميا ب (Isotrtinoin) هو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا بالجلد بعد الالتئام.

ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل؛ لأنه يسبب تشوها بالجنين إذا حدث حمل خلال فترة تناول العلاج أو خلال شهر بعد التوقف عن استعماله، وقد يعطيك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون، وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.

وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج، فيجب أن تتناوليه بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود الـ (6) أشهر، وقد تتحسنين بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد، أتصور من خلال التاريخ المرضي المذكور بالاستشارة أنك ربما لم تتناوليه للمدة الكافية.

توجد علاجات كثيرة لمشكلة آثار حب الشباب، ويعتمد نوع العلاج على نوع الأثر، لوجود عدة أنواع من الندب التي من الممكن أن تحدث نتيجة الإصابة بحب الشباب، والعلاج في العادة يكون مبدئيا باستخدام بعض الكريمات الموضعية من مشتقات فيتامين (أ) مثل كريم الـ (تريتينوين Tretinoin) أو أحماض الفواكه؛ لأنه يحدث بعض التحفيز؛ لإعادة تشكيل أو نمو طبقة الكولاجين بأنسجة الجلد، ولها أيضا فائدة أخرى، وهي الوقاية من ظهور حبوب جديدة، وكريم التريتينوين من الكريمات التي تنظم تقرن الجلد وتقلل من سمك الطبقة السطحية منه، بالإضافة إلى قيمته العلاجية.

ولا بد أن يكون استخدام تلك الكريمات مقرونا بالوقاية من الشمس، وتنظيف البشرة بشكل جيد، وإذا كان العلاج بتلك الكريمات غير كاف بمفرده لإحداث الأثر المطلوب؛ فيمكن إجراء بعض جلسات التقشير الكيميائي أو سنفرة الجلد السطحية، ويمكن أيضا العلاج ببعض أنواع الليزر، وبعض أنواع الندب العميقة قد تحتاج إلى بعض الجراحات التجميلية البسيطة أو حشو الجلد ببعض المستحضرات، ولذلك يجب زيارة طبيب الجلد؛ لتقييم نوع الندب ومناقشة السبل والوسائل العلاجية المناسبة والممكنة للتخلص منها.

أما عن أثر الجرح المذكور، فتوجد أنواع كثيرة من الآثار أو الندب الجلدية، وكل نوع له العلاج المناسب سواء كان جراحيا، أو بأسلوب علاجي آخر مثل حشو الجلد ببعض المستحضرات أو بعض الإجراءات الأخرى مثل الليزر، و يجب زيارة أطباء الأمراض الجلدية والتجميل؛ لتقييم ذلك الأثر، ومعرفة سمك الجلد، ودرجة الانخفاض بها، بالإضافة لتحديد مكان الندب بدقة، ومدى تماشيها مع الخطوط الطبيعية للجلد وهكذا، وذلك لشرح سبل العلاج المتاحة، وأنصحك بمناقشة الطبيب المعالج في كل تفاصيل العلاج المقترح، ومدى فائدته والآثار الغير مرغوبة الناجمة عنه قبل الإقدام عليه.

وأخيرا، بالنسبة لمشكلة الشعر الزائد بالوجه، فبالإضافة إلى المعلومات المذكورة بواسطة مستشارة أمراض النساء الفاضلة، ومحاولة العلاج بشكل فعال، فيمكن التخلص من الشعر الزائد إذا كان يسبب لك إحراجا بوسائل الإزالة التقليدية، مثل الحلاقة أو النزع، وإذا رغبت في إزالة أو تقليل كثافة الشعر في هذه الأماكن بشكل شبة دائم، فيمكنك إزالته، ولكي تستفيدي من العلاج بالليزر بشكل جيد؛ فيجب علاج المشكلة الهرمونية المصاحبة -إن وجدت- ويجب إزالة الشعر باستخدام الليزر من خلال طبيب مشهود له بالكفاءة؛ حتى يختار الطول الموجي المناسب للون بشرتك، وكذلك استخدام طاقة كافية لإزالة الشعر بشكل حقيقي دون حدوث آثار جانبية.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا سويو

    شكرا لكم واتمنا لكم التوفيق

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً