الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل بمن تقدم لخطبتي أم بمن عرفته عبر الانترنت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري (18) عام، تخرجت حديثا من الثانوية، وسألتحق بالجامعة -بإذن الله-.
قبل ثلاث سنوات تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وبدأت علاقتنا بحكم الصداقة، فصرنا نتحدث كل يوم، حتى جاء واعترف لي بأنه يحبني، ويريد لعلاقتنا أن تتطور، وبالفعل استمرت علاقتنا لمدة عامين، حتى علمت بأن هذا الأمر حرام ولا يجوز، فتبت إلى الله، وقطعت صلتي به، ولكنني كنت أشتاق إليه دائماً، وكلما سمحت لي الفرصة كنت أتابع أخباره دون علمه، و في أحد الأيام حدثت بيننا محادثة عبر الإنترنت، وأخبرته بأن الذي بيننا أمر محرم ولا يجوز فلم يقتنع، لأن العلاقات في بلدي شائعة ومنتشرة، فصار يكلمني كلما سمحت ظروفه، وكأنني لم أقل شيئا، وعندما واجهته تحجج بأنه لم يقرأ رسالتي، شعرت بأنه يكذب، علماً أنه كذب علي في عدة مواقف أخرى، ولا يقدر كلامي.

في الوقت الحالي تقدم لي شاب، والكل يشهد بأخلاقه ودينه، وعندما تحدثت معه أحسست بالقبول، ولكن فكري مشوش، كيف أقبل به وانا أحب شابا آخر؟ وهل بالفعل ذلك الشاب يحبني أم أنه يتسلى؟ لأنه يكبرني ‎بسنة، ولا يفكر بالزواج أبدا؟ والذي أثار حيرتي هو شعوري بأنني لا أحبه، ولكنني أقول بأنه مجرد إحساس لفتاة مراهقة، لا يصح أن أبني عليه مستقبلي وأندم لاحقا؟

أرشدوني أرجوكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويهيئ لك الحلال، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

إحساسك في مكانه الصحيح، ومن يتواصل إلكترونيا فقط ويكذب لا يمكن أن يقارن بمن جاء إلى داركم من الباب، وشهد له الناس بالدين والأخلاق، وما أكثر الذئاب بين الشباب، فانتبهي لنفسك، وأوقفي ذلك العبث، وأقبلي على من تقدم إليك، واحمدي الله الذي أرسل لك من يوقف العبث، وتخلصي من كل ما يوصلك أو يذكرك بذلك العابث الذي يريد أن يتسلى ويقضي الوقت، ولم يحترم رغبتك في التوقف، واستمر في كذبه ومحاولاته.

ولا يخفى على أمثالك أن الحب الحقيقي لا يحصل إلا بعد المعرفة الحقة، التي تحصل بعد النظرة الشرعية، والسؤال عن الدين والأخلاق، والرفقة، والقدرة على تحمل المسؤولية.

وهذه وصيتنا لك ولكل الفتيات، بعدم الانسياق وراء الكلام المعسول، وعلى كل فتاة تشعر بأن الشاب بدأ يميل إليها أو يقترب، أن تطلب منه أن يطرق باب أهلها، وهذا هو أول وأهم اختبار لصدق الشاب، وديننا العظيم لا يقبل بأي علاقة تتمدد في الخفاء، ونكرر وصيتنا لك بعدم تفويت الفرصة، واحمدي الله الذى ساق إليك الخير ليحول بينك وبين الشر.

سعدنا بتواصلك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك، وعليك بأن تستري على نفسك، ونسأل الله أن يسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق Lamees

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً