الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني أن أعتمد على نفسي قانونيا وماديا بدون اللجوء إلى الرجل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، كيف يمكنني أن أعتمد على نفسي قانونيا وماديا بحيث يمكنني أن أملك منزلا وعملا والذهاب إليه، والحصول على كافة جوانب الحياة الطبيعية بدون اللجوء إلى الرجل من أب وزوج وأخ، وأخذ كامل الحماية بعدم إيذائهم لي وعدم تسلطهم علي، وأخذ حريتي كاملة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يوسع رزقك الحلال، وأن يعمر قلبك بالدين لا بحب المال، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال.

لا شك أن الإسلام يحفظ لك حقوقك المالية، ويؤمن قدرة المرأة على التملك، ومن الممكن أن تصبحي موظفة فتتملكي البيوت والمزارع والأموال، وقد كانت أمنا خديجة –رضي الله عنها- خير نموذج لسيدات الأعمال وبأموالها تاجر خير الرجال.

وإذا وجد في عادات الناس وأعرافهم ما يمنع المرأة من التصرف في أموالها، فإن شريعة الله بريئة من كل ذلك، وقد ترث المرأة وهي من أصحاب الفروض، ولا يستطيع أي إنسان أن يمنعها، لأن الشريعة لم تترك نصيب المرأة للرأي، بل جاء نصيبها منصوصا عليه في كتاب ربنا وفي سنة نبينا –صلى الله علينا وسلم-، وحين حاول بعضهم أن يتحكم في مال اليتيمات نزل القرآن بأشد التحذيرات، وحق للمرأة أن تشكر رب الأرض والسموات، وترد بوعي على الجاهلين والجاهلات.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الإسلام رفع مكانة المرأة، وجعل لها حظا من الميراث، وقد كانت عند الأمم الأخرى تورث كغيرها من المتاع، والمرأة كغيرها من أصحاب الأموال لا يجوز أخذ قليل أو كثير من مالها إلا عن طيب نفس.

ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك للتفقه في الدين حتى تتمكني من التوضيح للزميلات وسائر البنات، ونسأل الله أن يوفقك ويرفعك عنده درجات.

أسعدنا تواصلك ونشرف باستمرارك في الاستفسار، ونسأل الله لنا ولك السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات