الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استفراغ سائل أبيض عند الصلاة والذكر وقراءة القرآن، فما دلالة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة، أرجو منكم مساعدتي، كنت أعاني منذ مدة من استفراغ سائل أبيض مع رغوة، بعد الصلاة والذكر وقراءة القرآن.

بدأت معاناتي عندما ذهبت يوما للاستفسار عن حالتي،عندما عدت للبيت تغير كل شيء، لا أستطيع النوم، أحس بشيء يتحرك في جسمي، يحاول خنقي، بعدها ذهبت إلى راقي، أخبرني أن بي مسا وعينا، وقبل أن أكتشف حالتي عانيت من مشاكل عدة، حيث تركت عملي، ومشاكل لا حد لها مع زوجي، ومشاكل صحية، منها فقر دم حاد بعد عمليتي إجهاض متتالية، وأحس كأن شخصا يوسوس لي بالتخلص من ابني، وطلب الطلاق من زوجي، وترك البيت.

-الحمد لله وبفضل الله- بالرقية تحسنت حالتي شيئا ما، وكنت أشعر بألم شديد، ونار في داخلي، وقد غفوت على تلك الحالة، ورأيت في المنام عقربا أسود يخرج من مطبخ البيت، ويحاول الاقتراب مني، وكنت أحاول النهوض، رغم عدم قدرتي، وأحاول أن أضربه، ويحاول أن يهاجمني، ثم رأيته يتوجه إلى غرفة ابني -عمره أربع سنوات- ورأيت زوجي يدخل في تلك اللحظة غرفة ابني مع طفل عمره 10 سنوات، جميل الشكل، ويخبرني أنه سوف يبقى معنا.

استيقظت على صراخ ابني في الواقع، وكنت أرى أنني أستفرغ دما، وفي الواقع استفرغت سائلا أبيض مع خيوط دم، ونفس السائل من المهبل.

أنا خائفة على ابني، رغم أني لم ألاحظ أي شيء في حالته، ورغم توقف الاستفراغ، وتحسن حالتي النفسية، ما زلت أعاني من تشنج الرجلين وانتفاخ البطن أثناء الرقية، مع فقر الدم، أرجو توجيهي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية.
أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هذه نعتبرها نفسوجسدية، بمعنى أنه لديك أعراض جسدية لعب الدور النفسي فيها دورًا أساسيًا، والذي لاحظته أيضًا - وهو أمر مهم جدًّا - أن شدة اعتقادك في موضوع المس قد عرقل كثيرًا تقدمك العلاجي، وأنا طبعًا أؤمن تمامًا كمسلم بوجود العين والسحر والمس، هذا أؤمن به تمامًا، لكن الإشكالية التي نواجهها الآن في بعض المناطق والدول في عالمنا العربي والإسلامي هي أن أفكار الناس حول هذه الأمور - أي: العين والحسد والسحر والمس - تشعَّبت وتشابكت واختلطت الحقائق بالخرافة، وهذا ولَّد توهمات مرضية كبيرة لدى الناس.

أنا - أيتها الفاضلة الكريمة - أريدك أن تنقلي نفسك تمامًا من هذا المستنقع، أنت في حفظ الله، حتى وإن قال لك الراقي أن بك مسّا، أنا أقول لك أن الله خير حافظ، وأنك إذا حرصت على صلاتك وأذكارك والرقية الشرعية لن يُصيبك مكروه، والأمر لا يحتاج لزيادة أكثر من هذا، لا تُدخلي نفسك في أي نوع من التوهمات.

موضوع العقرب السوداء وخوفك على ابنك: هذه كلها إفرازات نفسية ناتجة من تفكيرك حول بعض الغيبيات وعالم المس والسحر وغيرهما، فالتزمي بما قلته لك، و-إن شاء الله تعالى- ابنك لن يصيبه مكروه أبدًا.

النقطة الأخرى - وهي مهمَّة -: فقر الدم لا بد أن يُعالج، الأنيميا تؤدي إلى اكتئاب نفسي، تؤدي إلى الشعور بالإحباط، تؤدي إلى افتقاد الطاقات النفسية والجسدية، وهذا قطعًا له أثر سلبي كبير جدًّا، فأرجو أن تُعالجي الأنيميا حسب ما يُرشدك الطبيب، وتناول الحديد مع حمض الفوليك، إذا كانت الأنيميا ناتجة من نقص الحديد، هذا علاجٌ بسيط جدًّا ومُيسَّر.

موضوع الاستفراغ أنا أراه قلقي، أي أن القلق والتوتر قد ساهم فيه كثيرًا، وفحوصاتك حقيقة لم تُشر إلى أي شيء بخلاف موضوع فقر الدم والذي تحدثنا عنه، أرجو أن تعيشي حياة زوجية سعيدة، تكونين حصيفة ولبقة بأن تساعدي نفسك وزوجك وابنك، كوني نشطة، أحسني إدارة وقتك، وأعتقد أنك محتاجة لأحد مضادات القلق والتوترات، والطبيبة سوف تصف لك أحد هذه الأدوية، لكن بشرط أن يتم علاج فقر الدم كما ذكرت لك.

العلاج النفسي الدوائي البسيط سوف يؤدي إلى تحسُّن نفسيتك، وسوف يزيل -إن شاء الله تعالى- التشنج في الرجلين والانتفاخ في البطن. هنالك عدة أدوية، من أفضلها العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) وهو موجود ومتوفر في المغرب، وسوف أترك أمر اختيار الدواء النفسي للطبيب الذي سوف تقابلينه، وبالمناسبة لا تحتاجين مقابلة طبيب نفسي، طبيب الرعاية الطبية الأولية الذي يُعالج الأنيميا يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي تُحسِّن من مزاجك وتزيل التوترات والتنشجات والقلق النفسي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا محمد

    اختي استمري للرقيه الشرعيه

    الذي بك مس استمري بالرقيه . الله يرفع عنك البلاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً