الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالرغبة في التواصل مع أحد وأعيش يائسًا حزينًا.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ضعف الشهية للطعام، وعندما أكون حزينًا أو أواجه مشاكل مع أحد الأصدقاء، أو الأقارب أو أفكر كثيرًا، لا أشعر برغبة في الأكل مطلقًا، وقد تستمر هذه الحالة لمدة ثلاثة أيام، أو أكثر، ودائمًا أشعر بالحزن واليأس، وأنه لا يوجد هدف في الحياة، وأشعر بالرغبة في النوم كثيرًا، ودائمًا عندي إحساس بالخمول والكسل، وهذا يؤثر على حياتي العملية بالسلب.

دائمًا أخاف من المستقبل، وأفكر فيه كثيرًا وعلاقتي بأصدقائي وأقاربي أصبحت ضعيفة لا أشعر بالرغبة في التواصل مع أحد، أصبحت منعزلا عن كل من حولي، ودائم الشك، وأفكر كثيرًا في أتفه الأمور، وأشعر أن اليوم مثل البارحة، ولا يوجد شيء يسعدني، أو يعطيني أمل في الحياة، ولا أعرف ما هو تشخيص حالتي وما هو العلاج المناسب لها؟

أتمنى أن يكون عندكم الجواب، آسف على الإطالة وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثير من الناس يتفاعل مع عواطفه إيجابًا أو سلبًا من خلال اضطراب الشهية للطعام، وكذلك اضطراب النوم، هذه الحاجيات البيولوجية - أي النوم والطعام والرغبة فيه - مرتبطة ارتباطًا كبيرًا جدًّا بالحالة المزاجية لدى بعض الناس.

فيا أيهَا الفاضل الكريم: الذي يظهر لي أن لديك نوعًا من الميول الاكتئابية، اكتئابك من الدرجة البسيطة، يجب ألا يكون مُعيقًا لك أبدًا، لكن نسبةً للحساسية التي تتميَّز بها شخصيتك حين تأتي أي أحداث حياتية من خلال حدوث مشاكل حتى - وإن كانت بسيطة مثلاً - هذا يكون له ردود أفعال سلبية جدًّا على حالتك المزاجية، ممَّا يُضعف شهيتك نحو الطعام، ويجعلك أيضًا تميل للهروب من خلال الرغبة في النوم والإحساس بالخمول والتكاسل.

إذًا -أيها الفاضل الكريم- حالتك اكتئابية بسيطة، مع وجود حساسية في شخصيتك، وهذا كله يُعالج حقيقة من خلال أن تنظر لنفسك بصورة أكثر إيجابية، أن تقنع ذاتك أن الصعوبات في الحياة موجودة وعلى الإنسان أن يواجهها بشيء من المنطق والبصيرة، وأن تسعى دائمًا بأن تشغل نفسك بما هو مفيد.

أنت ذكرت أنك تخاف من المستقبل، المستقبل بيد الله، والإنسان يجب أن يُخطط لمستقبله، وتكون له أهداف وفعاليات، هذا يُبعد عنك الخوف من المستقبل.

لا بد أن تُركِّز كثيرًا على علاقاتك الاجتماعية، التواصل الاجتماعي مهم جدًّا، مهما كانت المشاعر ومهما كانت الأفكار، الإنسان يجب ألا يكون مُعاقًا اجتماعيًا.

الصلاة في وقتها مع الجماعة نوع من العلاقة الاجتماعية الخاصة والراقية جدًّا، مشاركة الناس في مناسباتهم أيضًا مهمَّة، زيارة المرضى في المستشفيات، الذهاب إلى الأعراس والأفراح، مجالسة الأصدقاء، تفقد الجيران... هذا - يا أخِي الكريم - كلها مشاركات اجتماعية طيبة وجيدة ومُتاحة، ولا بُدَّ أيضًا أن يكون لك وجود معنوي كبير داخل البيت، هذا كله يُطوِّر من ذاتك كثيرًا.

هذا هو الذي أنصحك به، وأعتقد أن تناولك لأحد محسِّنات المزاج سوف يُساعدك، يمكنك أن تتواصل مع أحد الأطباء، وأعتقد أن عقار يعرف (بروزاك Prozac)، والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون دواءً جيدًا جدًّا بالنسبة لك، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، إذا كان عمرك أقلَّ من عشرين عامًا قطعًا لا تستعمل الدواء.

ويا أيهَا الفاضل الكريم: النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة سوف تُجدد طاقاتك البدنية والجسدية وحتى الفكرية والمعنوية والنفسية، فاحرص على ممارسة الرياضة.

هذا هو العلاج الذي ننصحك به، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً