الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل والخوف من الغرباء، ولا أجرؤ على الحديث معهم

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من صدمة نفسية منذ كان عمري 18 سنة، وهي أنني كنت أظن أنني مريض بمرض السيدا، وكانت تأتيني أعراض، وكنت أظن أنها أعراض السيدا، وكنت أنتظر الموت في كل لحظة، وبقيت هكذا لمدة 15 سنة، إلى أن قررت أن أعمل تحاليل الدم، وكانت سلبية.

ذهبت إلى طبيب فقال لي: إنني أعاني من مرض نفسي، وأعطاني دواء سيمبالتا بمعدل 90 مليجرام في اليوم، وتحسنت بنسبة 100%، واختفت جميع الأعراض والحمد لله، لذلك لا أستطيع التخلي عن هذا الدواء، ولكن مشكلتي هي الخجل أو الخوف من الغرباء، لا أجرؤ على الحديث معهم، فهل هناك دواء يستعمل مع سيمبالتا لعلاج هذه الحالة؟ وما هي الجرعة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

تخوّفك من مرض الـ (سيدا) وأنك مُصاب به؛ دليل على أن لديك بعض الاستعداد لقلق المخاوف الوسواسي، والخوف من الأمراض أمرٌ معروف جدًّا، خاصة الأمراض التي تنتقل جنسيًا.

أخِي الفاضل: ما تعاني منه من خجلٍ وخوفٍ من الغرباء، هذا يُعالج حقيقة من خلال تحقير الفكرة، والإكثار من التفاعل والتمازج والتواصل الاجتماعي. هذه هي الخطط العلاجية الرئيسية.

إذًا على المستوى الفكري -أو ما يسمى بالمستوى المعرفي-: حقِّر فكرة الخوف، وحقر فكرة الخجل، واعلم -أخِي الكريم- أنك لست بأقل من الآخرين.

في ذات الوقت هنالك تواصل اجتماعي يجعل الإنسان يتخلى تمامًا عن خجله ومخاوفه من الغرباء، من أهم هذه التفاعلات الاجتماعي:

مشاركة الناس في مناسباتهم، الحرص على صلاة الجماعة، وأنت أيضًا تعمل في مجال التجارة فلديك فرصة عظيمة جدًّا للتفاعل الاجتماعي، وطوّر مهاراتك الاجتماعية، خاصة المهارات التواصلية البسيطة مثل: السلام على الناس بصورة فيها شيء من البشاشة والإقدام.

اعلم -أخِي الكريم- أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة. انخراطك في أي عملٍ اجتماعي -إذا كان ذلك ممكنًا- سوف يُساعدك كثيرًا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: قطعًا الـ (سيمبالتا cymbalta) والذي يعرف علميًا باسم (دولكستين Dyloxetine) هو من أفضل الأدوية التي تُعالج الاكتئاب النفسي والتوترات وكذلك المخاوف، وأنت تتناوله الآن بجرعة 90 مليجرام، هذه الجرعة كافية جدًّا، وبعد أن تستقر أحوالك أعتقد أنه يمكن أن تُخفض الجرعة إلى 60 مليجرام، كل المطلوب منك هو أن تُراقب مستوى ضغط الدم لديك، لأن السيمبالتا في بعض الأحيان ونادرًا قد يرفع ضغط الدم بنسبة بسيطة جدًّا؛ لا تنزعج لهذا الأمر، لكن رأيت من الواجب أن أنبهك إليه.

الآن لتحسين فعالية السميبالتا؛ يمكنك أن تستعمل (بسبار Buspar)، والذي يعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone)، وفي هذا يمكنك أن تستشير طبيبك، جرعة البسبار هي 5 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 10 مليجرامٍ صباحًا ومساءً، واستمر في تناولها على الأقل لمدة 6 أشهر، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى النصف لمدة 6 أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناوله.

يمكنك -أخِي الكريم- أن تستشير طبيبك الذي وصف لك السيمبالتا حول مقترحي هذا بإضافة البسبرون.

أخِي الكريم: الرياضة لها وقع نفسي إيجابي جدًّا على النفوس، فاحرص على رياضة المشي، فهي تناسب عمرك تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً