الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعب نفسي وضيق وتنمل في أطرافي بعد ترك الحشيش!

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 20 عاماً، كنت أدخن بحشيش وسجائر منذ ثلاث سنوات، ومنذ شهرين تركت ذلك، فمرةً أصبت بتشنج وسرعة ضربات القلب، وفرط في التنفس، ومن وقتها تركت التعاطي -والحمد لله-، وأصابني تعب نفسي وضيق، وأطرافي تتنمل كثيراً، وعندي ثقل في الدماغ وضعف في التركيز والإحساس أحياناً بثقل في الرقبة وتشنج فيها، وأحس أني غير قادر على رفعها.

عند الراحة أجد ألماً في القدم، وأحتاج أن أحركها كثيراً حتى لا أشعر به، وأصبحت متوتراً مع هذه الأعراض، فلا أعلم ما السبب؟ وأنا على هذا الحال منذ شهرين.

هل من الممكن أن تكون إصابة في الأعصاب أو ضعفاً في العضلات، أو شيئاص نفسياً؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

الحمد لله تعالى أنك قد أقلعت عن تناول الحشيش وكذلك السجائر، فكلاهما كارثي على نفس الإنسان وعقله وجسده.

العلاج الأساسي للإدمان هو التوقف عنه، وأنت - الحمد لله تعالى - أقدمتَ على هذه الخطوة، ومن وجهة نظري يجب أن تُكافئ نفسك إيجابيًا بأن تُبدِّل كل مشاعرك السلبية وتجعلها مشاعر إيجابية.

ما تعاني منه الآن من تعب نفسي، وكذلك أعراض جسدية قطعًا له علاقة بتعاطي الحشيش فيما سبق، حتى وإن طالت المدة -أي مدة الإقلاع عن تناول الحشيش- لكن بعض الناس تحدث لهم ارتدادات سلبية ناشئة من التعاطي، لأن التباين بين الناس فيما يتعلق بالآثار السلبية لتعاطي المخدرات أمرٌ معروف وثابت.

هنالك بعض الناس لديهم استعداد أكثر من غيرهم لأن تكون الآثار الجانبية عليهم شديدة وسلبية، وتكون على المدى البعيد أو المتوسط، وهذا لا يعني أبدًا - أيها الفاضل الكريم - أنه قد حدث لك تلف في الأعصاب أو ضعف في العضلات، إنما الذي حدث غالبًا هو تأثرات كيميائية، أحسبها -إن شاء الله تعالى- وقتية، وسوف تتلاشى.

نصيحتي لك هي الآتي:
- أن تذهب وتقابل الطبيب - طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني - وتُجري فحوصات طبية مختبرية عامة.

- يجب أن تتأكد من مستوى الدم، وظائف الكبد، الكلى، مستوى الهرمونات، خاصة هرمون الغدة الدرقية، مستوى السكر في الدم، وكذلك الفيتامينات، خاصة فيتامين (د) وفيتامين (ب12).

هذه الفحوصات الأساسية مطلوبة، وقطعًا سوف يقوم الطبيب بفحصك إكلينيكيًا -أي جسديًا - ومن ثمَّ يُفيدك بالخطة العلاجية إن وُجدتْ أي علة جسدية.

أنا لا أتوقع أنك تعاني من مرض عضوي، لكن خطوة الذهاب إلى الطبيب أراها ضرورية جدًّا ومهمة، ومكمِّلة للعملية العلاجية؛ وذلك حتى نتأكد أنك سليم الجسد.

ممارستك للرياضة بالتدرُّج وباستمرار ستكون لها فائدة كبيرة جدًّا عليك، هذا الأمر مثبت الآن، الرياضة تؤدي إلى تنشيط مواد دماغية وعصبية ذات مفعول ومردودٍ إيجابي على الأعصاب وعلى النفس وعلى العضلات، وهذا قطعًا سوف يُعوض لك كل الخسائر النفسية والجسدية التي لحقت بك نتيجة لتعاطيك مادة الحشيش، فإذًا الرياضة علاج أساسي.

حسن إدارة وقتك، وأن تكون لك أنشطة مختلفة، والإنسان إذا لم يُلزم نفسه بأنشطة يومية وكانت له خارطة ذهنية واضحة في كيفية إدارة وقته بطريقة ممتازة وطريقة مثالية، قطعًا إذا لم يقم بذلك الفراغ سوف يُهيمن عليه، وأعني بذلك الفراغ الوقتي والفراغ الزمني والفراغ الذهني، وكلها تؤدي قطعًا إلى نتائج سلبية جدًّا على الإنسان.

تناول أحد محسِّنات المزاج أو مضادات القلق وبجرعة صغيرة سيكون مفيدًا لك.

عقار مثل (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أعتقد أنه سوف يكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، وتحتاج أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي 50 مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً