الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الخيال من علامات الإبداع والابتكار...ولكن!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر18 سنة، أشعر أنني مصابة بحالة نفسية، ولكنني غير متأكدة، ولا أعرف ما هي الحالة! لأنني لا أشعر أنني طبيعية أبداً، وأريد أن أعرف إن كانت أعراضي هي أعراض مرض نفسي، أرجو أن تخبروني إن كانت هذه الأعراض أعراض لمرض نفسي، وما هو المرض؟

في الماضي كنت أتخيل كثيراً، أتخيل أموراً تفرحني وتسعدني بأناس أعرفهم وأناس خياليين، وأشعر أن هذا السبب جعلني أفقد التركيز ولا أنتبه، وإذا تحدث معي شخص لا أنتبه له، وأنسى كثيراً حتى المواقف التي حدثت، والكلام الذي قلته أو سمعته.

أصبحت أتوهم أن الناس يقولون عني كلاماً، ولكن للأسف اكتشفت بأن هنالك كلاماً لا صحة له، وأكون متأكدة بأن ما سمعته صحيح، ولكنه في الحقيقة غير صحيح، لا أعلم كيف أوضح ذلك، ولكنني لا أسمع الكلام في الوقت ذاته ولكن بعد فترة، حينما أفكر أشعر بأنني سمعته وأكون متأكدة من سماعي له.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غريبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال.

كيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون، ويقال أيضاً: إن كثرة الخيال من علامات الإبداع والابتكار، ولكن وككل شيء آخر، كل ما زاد عن حدة انقلب إلى ضده! ولذلك إذا سرحت كثيرا في عالم الخيال فلا شك أن هذا قد يؤثر على قدرتك على الانتباه والتركيز، فليس هذا بالمرض النفسي، وإنما ظاهرة طبيعية تتفاوت من شخص لآخر.

ما العمل الآن؟ لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك.

من الواضح أنك قد انتبهت مؤخرا لمضار الكثير من عالم الخيال، وربما قد بدأت من نفسك بالخروج من كثرة الخيال، ولذلك كتبت إلينا تسألين، وهذا تحسّن ممتاز.

للتقليل من الزمن الذي تقضينه مع الخيالات، فبدلاً من منع نفسك من الخيال، وما أظنك ستستطيعين هذا على كل الأحوال، حاولي أن تحددي الزمن المسموح فيه مثل هذه الخيالات، فبدل لا خيالات، ليكن هدفك فتح باب الخيالات لساعة يومياً على سبيل المثال.

أرجو أن تنتبهي إلى أنه قد يكون هناك أمر وراء هذا الميل للخيال، كشيء من الخجل، أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي أن لا يدفعك هذا للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، فهذا التجنب غير صحيّ وقد يتطور لحد قد يصل لحالة من الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا.

حفظك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً