الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتوب إلى الله من سماع الأغاني، فانصحوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر عن استشاراتي الكثيرة، ولكنني لا أستطيع أن أتكلم بصراحة مع أحد، وأنتم تساعدونني كثيراً بردودكم على استشاراتي.

أنا فتاة عمري (17) عاما، سؤالي محرج، فأنا أريد أن أتوب إلى الله توبة نصوحة -إن شاء الله- فلا أريد سماع الأغاني، ولم أعد أمارس العادة السرية، -بإذن الله- أريد أن أصلي الفروض في وقتها، علماً أنني مخطوبة، ولكنني عندما كنت بعمر (13) عاما، كنت أملك صفحة في الفيس بوك، وكانت للمتعة وتضييع الوقت، وقد دخلت عالم الفيس بوك بسبب أهلي، بسبب مجاملاتهم ونفاقهم، وكنت أشعر بأنه لا أحد يهتم بي.

كنت أراسل الشباب لأنني دخلت بشخصية ليست شخصيتي الحقيقية، دخلت إلى عالم الفيس بوك بسن أكبر من سني، في إحدى المرات طلب مني أحد الشاب صورة خاصة، ولكنني لم أرسلها، لأنني كنت صغيرة فأرسلت لَه صورة أختي وأعجب بها، ثُمَّ ندمت لأنني أرسلتها، وخفت كثيراً، ومن تلك اللحظة لم أعد إلى عالم الفيس والبرامج الاجتماعية فقد كرهتها تماما.

أصبحت اليوم بعمر (17) عاما، وشعرت بالذنب، فأنا لا أستطيع أن أقول لها بأنني أرسلت صورتها لشاب عبر الفيس بوك لعدة أسباب:
أولها: أنني سمحت لشاب غير معروف بأن ينظر إلى أختي.
ثانياً: لأن أختي لن تسامحني، وأخاف من أن تخبر أمي، وبذلك سوف تحدث مشكلة كبيرة جداً.
ثالثا: لأن ما قمت به فعل محرم، وأنا الآن أريد التوبة عما فعلته، ولكنني خائفة أن لا يغفر هذا الذنب.

ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:

أولا: -ابنتي العزيزة- نشكر لك صراحتك واعترافك بالذنب، ورغبتك بالتوبة، وخشيتك أن تموتي وأنت مقيمة على المعصية، فإن من مات على شيء بعث عليه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حسن توجهك، وأن نفسك اللوامة حية، فهي تلومك على فعل الذنوب، وعلى تقصيرك في جنب الله، فالغناء محرم كما جاء في الحديث: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، وللتوبة من هذه المعصية ننصحك بما يأتي:

أ ـ غيري رفيقات السوء اللاتي يدعونك إلى الغفلة، واستعيضي عنهن برفيقات صالحات يأمرنك بالخير ويدلونك عليه، فالمرء على دين خليله.
ب ـ تضرعي إلى ربك الرؤوف الرحيم، وادعيه دعاء الممضطرين أن يبغض إلى قلبك هذه المعصية، وسيستجيب الله لدعائك، قال تعالى: {أمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.
ت ـ تخلصي من السيديهات التي تحتوي على أغاني، وامحي ما في الفلاشات، واستبدليها بالقرآن الكريم والأناشيد الإسلامية.
ث ـ أشغلي وقتك بالمفيد من الأعمال، وشاركي في الأعمال الاجتماعية والخيرية، فالنفس إن لم نشغلها بالخير شغلتنا بالباطل.
ج ـ التحقي بأقرب حلقة لتحفيظ القرآن الكريم؛ فذلك سيوجد لك الرفيقات الصالحات ويشغل جزءا من وقتك في الخير.
ح ـ توبي إلى الله توبة نصوحة، والتي من شروطها الإقلاع عن الذنب، والندم على ما حصل، والعزم على ألا تعودي إليه مرة أخرى، ولا تيأسي من روح الله، فالله يقبل توبة عباده، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}.
خ ـ لا داعي أن تخبري أختك بإرسال صورتها إلى ذلك الشخص، وعليك أن تستغفري الله على ذلك الفعل، وقومي بحذف كل الصداقات التي كنت قبلتيها، ومن ثم أوقفي الموقع تماما، ومن تاب الله عليه، واحذري من الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي.

أسأل الله أن يتوب علينا جميعا إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا سنيورهـ

    شكراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات