الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من غثيان وحرقة، فهل سببها القلق أو أنها بسبب علة صحية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة جامعية، عمري 22 سنة، تبقى لي سنة ونصف من سنواتي الجامعية.

منذ أسبوعين أصابتني حرقة في معدتي، وغثيان لا أستطيع النوم ولا الأكل بسببه، وأحس وكأن هناك كتلة في حلقي.

ذهبت إلى صيدلي، وأعطاني توبرازول حبة قبل الفطور والعشاء، ولم ينفع معي، فذهبت إلى طبيب، وأجرى لي سونارا وتحليلا لجرثومة المعدة، وكان التحليل سليما، فأعطاني دواء رايسك حبة قبل الفطور والعشاء.

استعملته 3 أيام، ولكنني لم أتحمل آثاره الجانبية، ولم يغير شيئا، فتركته، ثم ذهبت لطبيب آخر، وأجريت تحليلا آخر للجرثومة، وكان التحليل سليما أيضا، وقال أن ما أصابني إما بسبب الأكل الحار، أو الأسبرين، أو القلق، وأنا لا آكل الحار، ولا الأسبرين، ولا أعلم إن كان بي قلق أم لا؟ فشخص حالتي بأنها حموضة زائدة، وأعطاني حبوب أبو رانيتدين 400 ملجم قبل الفطور والعشاء، وشراب جافيسكون عند اللزوم لمدة أسبوع.

بفضل الله خف الحرقان، ولكن الغثيان لم يذهب، وعندما أفكر في الموضوع يصيبني تعرق وخوف، فكيف سأذهب للجامعة وهذه حالتي؟ فقرقرة معدتي ستحرجني، وهل إذا تركت الحبوب سيعود الغثيان؟ فقد أصبحت أفكر بترك دراستي.

أرجو مساعدتي، فأنا لا أعلم إن كان ما أعانيه بسبب القلق أو أنها علة صحية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hanof حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا قدر الله لأحد أن يمرض ويفكر في ترك الدراسة فلن يدرس أحد، ولن يعمل أحد، وفي الفترة التي يمرض فيها الإنسان يكون فيها إلى الله أقرب، ويلهج لسانه بذكر الله، ويدعوه ليلا نهارا أن يمن عليه بالشفاء، ولذلك لو نظرنا إلى المرض من منظور أنه تنبيه للإنسان بوجود مشكلة طبية أو جرثومة؛ لاعتبرنا أن المرض والأعراض التي نشكوا منها نعمة من الله يجب الشكر عليها، حتى ننتبه إلى وجود المشكلة، ونسعى في حلها.

ومعظم مشاكل المعدة من وجود جرثومة المعدة، وطالما أن التحليل أثبت عدم وجودها؛ فلا قلق، وأن الحموضة تأتي من القلق والخوف المرضي، وتأتي من تناول الوجبات الحارة، أو الدسمة، ولذلك يفضل أن تكون الوجبات خفيفة ومتكررة، ويفضل ترك اللحوم المصنعة مثل: اللنشون، والشاورما، وكل ما هو مصنع، ويفضل تناول اللبن الزبادي، واللبن الرائب، والفواكه، خصوصا الموز الناضج، وسلطة الفواكه عموما وخصوصا في العشاء.

ولعدم تكرار الحموضة، يمكنك تناول:
خليطا من مطحون: الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، في صورة مشروب ساخن، أو إضافته إلى السلطات الخضراء والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات، والانتفاخ، والمغص، والحموضة، مع ممارسة قدر من الرياضة خصوصا المشي، ولا بأس من الاستمرار على تناول توبرازول 40 مج قبل الأكل على الريق صباحا فقط مرة واحدة في اليوم، وسوف يمن الله عليك بالشفاء.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً