الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم السيطرة على النفس وضياع الأوقات

السؤال

أعاني منذ أكثر من (8) أشهر من عدم القدرة على السيطرة على رغباتي، وعدم اغتنام الوقت وضياعه، والندم دائما, أنا طالب مبدع وموهوب، وقد حققت مراكز أولى بدراستي، لكني منذ (8) شهور وأنا في حرب مع نفسي، فلا أذاكر إلا متأخرا، وأحيانا أكتفي بالاطلاع، وأحيانا لا أحضر الاختبار, لم أجد سببا لكل هذا، أنشغل بأي شيء حولي، بأي شيء، لا شيء محدد، حتى لو منعت نفسي من شيء يأخذ وقتي تجدني أنشغل بشيء غيره!

تغيّرت في بعض السلوكيات، مثل الارتباك عند الوقوف أمام الجمهور, الخوف من بعض الأشياء وغيرها, وعندي الهمة العالية في نفسي, أريد أن أتعلم؛ لأخدم الإسلام والمسلمين, وأريد أن أضع بصمتي بالتاريخ, لكن لا أعلم لماذا أضيع وقتي وأشتت تفكيري وبعدها أندم وأبكي ولا أدري ما أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: الحمد لله أنك وصلت هذه المرحلة من التعليم التي يحلم بها كثير من الشباب دون سنك، والحمد لله على نعمة العقل، ونعمة الموهبة والتفوق. وتذكر أن النعم تدوم وتزيد بالشكر.

ثانياً: ما تمر به ربما يكون نوعا من اضطراب المزاج البسيط، منعك من تأدية وظائفك بصورة جيدة، ونتمنى أن يكون ذلك سحابة عابرة تستعيد بعدها نشاطك بالطريقة المثلى.

ثالثاً: أنت لديك قدرات وإمكانيات ومهارات محتاجة فقط إلى تفجير وتوجيه؛ لكي تخدم الأهداف والطموحات التي تسعى إليها، ومن ثم الوصول إلى تحقيق الذات.

رابعاً: نرشدك بوضع خططك المستقبلية، وحاول تنفيذها واحدة تلو الأخرى، واستعن بالله، ولا تعجز، واعمل بالأسباب، وتوكل على الله، ولا تستعجل النتائج؛ فما هو مقدر لك سيصلك بإذن الله.

خامساً: حاول تغيير أسلوب أو نمط الحياة أو الروتين الذي تعيشه بإدخال متغيرات جديدة في حياتك تشمل تقوية العلاقة مع المولى -عزَ وجلَ-، وعلاقاتك الاجتماعية مع أفراد أسرتك، وأصدقائك، وزملاء الدراسة، وكذلك الالتزام ببرنامج رياضي وترفيهي.

سادساً: يكون اهتمامك أكثر بكيفية تخطي المرحلة الحالية، والتخرج بتقدير يتيح لك فرصا أوسع في الحياة ما بعد الجامعة.

سابعاً: للتغلب على عقبات المذاكرة وزيادة الدافعية يمكن اتباع الآتي:
- داوم على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعم بالبركة في وقتك.
- حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.
- خصص لك مكانا معينا للمذاكرة يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح، ومنضدة مناسبة، وغيّر هذا المكان من وقت لآخر.
- ابدأ بمذاكرة المواد التي تحبها، ثم الأصعب فالأصعب.
- حدد أوقاتا للترفيه، والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.
- قلّل من الوجبات الدسمة التي ترهق المعدة، وتساعد على الكسل والنوم.
- حدد أوقاتا للراحة والنوم، والتزم بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.
- قم بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيّم مدى التزامك به يومياً، مثلاً: إذا التزمت به تماماً أعط نفسك (10/10) وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قم بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني يوضح لكل يوم، وتذكر عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم؛ لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.

وفقك الله تعالى، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً