الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من آثار العادة السرية والأفكار المستمرة في الماضي..انصحوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل للعادة السرية آثار جانبية على الصحة، وعلى البصر بصفة خاصة؟ حيث كثيرا ما سمعت عن أضرارها حتى أصبحت كالمرض الخبيث -عافانا الله-، والملحوظ هو أن الغرب بعدما بحثت لم يذكروا الأضرار التي اكتشفها العرب، مثل: فقدان التركيز، وتساقط الشعر، وغيرها، بل اكتفوا بذكر ضعف الانتصاب وسرعة القذف فقط، لذلك أردت أن أعرف هل بالفعل لها أضرار؟ لأني أمارسها منذ سن الثامنة بمعدل مرة إلى مرتين أسبوعيا، وفي الحقيقة أعاني من ضعف النظر، وألم في العينين، وعندي مشكل آخر هو النحافة؛ حيث طولي (1.90) ووزني (72) كلغ، مع العلم أني آكل جيدا.

أيضا لو سمحتم تشخيص حالتي النفسية؛ حيث أعاني من التفكير المستمر، ولا أستطيع إيقاف دماغي عن التفكير في الماضي، وعن المواقف التي أخطأت فيها, ودائما أتمنى الرجوع للماضي؛ لتفادي الأخطاء المرتكبة، وهذا مستحيل بالطبع، وتصاحب هذه الأفكار والضغوطات بعض الأفعال الشاذة كضغط الأصابع، وحك اليدين.

كذلك أعاني من الموسيقى والأغاني التي لا تغادر دماغي، حتى وأنا بالمكتب لا أستطيع التركيز الكلي في العمل؛ لأن مخي مشوش بالأغاني التي لم أستطع السيطرة عليها، والطامة الكبرى هي الأرق الذي قهرني؛ حيث لا أستطيع النوم بسبب التفكير الذي يقهرني، ولا أستطيع التوقف عنه.

أرجو منكم تشخيص حالتي، وإن أمكن أريد علاجا دوائيا فعالا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذه الأسئلة.

ليس للعادة السرية تلك الآثار الصحية أو الطبية التي يتناولها الناس عادة من ضعف الذاكرة والبصر، أو تساقط الشعر...، وإنما يمكن لهذه العادة أن تعكس مدى انشغال الشاب بأمور الجنس صارفة له عن الكثير من الأعباء والواجبات، بالإضافة لما ذكرت من مشكلة القذف المبكر، وتراجع الرغبة الجنسية بشكل عام، وضعف الانتصاب...، وكل هذا يمكن أن يؤثر سلبيا على العلاقة الجنسية الزوجية.

والمشكلة الثانية التي طرحتها من أنك لا تستطيع التوقف عن التفكير في الماضي وأخطائه، فربما يعكس هذا شخصيتك من أنك حقيقة ترغب في تغيير جوانب من حياتك وسلوكك، ولكنك بدل أن تواجه الحقيقة والواقع في هذا التغيير المطلوب وتقوم به، فأنت تهرب من مواجهة الواقع إلى الماضي لتغييره، وأنت تعرف باستحالة هذا، وقد ذكرت هذه الاستحالة في رسالتك! وربما المطلوب منك بعض الصراحة والمواجهة الحقيقية في التعامل مع الواقع.

والأمر الأخير الذي ورد في سؤالك هو أنك لا تستطيع إيقاف الموسيقى التي تدور في دماغك ورأسك، وطبعا كلنا يعلم أن ما يدور في الذهن هو في الغالب انعكاس لما يدخل فيه، فإذا استمعت للغناء والموسيقى فهل تتوقع أن يدور في ذهنك غيرها؟ وكذلك نفس الشيء إذا استمعت لآيات القرآن مثلا فهي ستدور في ذهنك، وهكذا...، فإذا أردت إيقاف أو تخفيف هذه الموسيقى في رأسك فعليك أن تتوقف عن الاستماع إليها، ورويدا رويدا ستبدأ هذه الموسيقى بالتلاشي شيئا فشيئا.

طبعا لا يوجد علاج دوائي لما ورد في سؤالك، وإنما هو تغيير السلوك، وتغيير نمط الحياة اليومي، فأعد ترتيب أولوياتك ونمط حياتك إلى الشكل الذي تحب وتتمنى.

وفقك الله، ويسّر لك طريق التغيير الذي تريده.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً