الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتردد في اتخاذ القرار وأشعر بالحيرة والعجز.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

عانيت من الاكتئاب لعدة سنوات، ثم بفضل الله تدريجيًا تغلبت عليه، وأصبح مزاجي جيدًا، وتحسن حالي، لكن المشكلة هي أني أعاني من التردد في اتخاذ القرار، والشعور بالحيرة والعجز، مع العلم أني لم أذهب للطبيب.

أرجو منكم الرد، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في استشارات إسلام ويب.

الحمدُ لله الذي مكَّنك من التغلب على الاكتئاب؛ لأن الاكتئاب نستطيع أن نقول أنه من أسوأ الأمراض، تغلبك عليه - أيها الفاضل الكريم - دليل على أن طاقاتك النفسية إيجابية، وأن توجُّهك وعزيمتك وشكيمتك هي في الاتجاه الصحيح، وأحد وسائل هزيمة الاكتئاب هي أن تكون للإنسان إرادة ودافعية للتحسُّنِ، -وإن شاء الله تعالى- أنت ستكون على هذا النهج.

ما تعاني منه الآن من التردد في اتخاذ القرار، أيها الفاضل الكريم: كل إنسان يحتاج لدرجة من التردد قبل أن يتخذ قرارًا معيّنًا، ولا بد للإنسان أن يكون له خيارات في قراراته، ولا بد أن تكون هنالك كياسةٍ وتدبُّرٍ وتمعّنٍ ووضع عوامل الترجيح وعوامل إضعاف اتخاذ القرار، ومن ثمَّ اتخاذ القرار والخروج بالقرار الصحيح.

لكن هذا التردد بالفعل قد يكون شديدًا ولدرجة مُعيقة، وهنا قد يكون الأمر كله ناتجًا من الوساوس، الوسواس القهري في بعض الأحيان - أو في كثيرٍ من الأحيان - يجعل الإنسان مترددًا جدًّا في اتخاذ القرارات، حتى بالنسبة للأمور البسيطة، والإنسان حين يعجز لهذه الدرجة بالفعل يُصبح في حيرةٍ وقلقٍ وتشكُّكٍ والمزيد من التردد، هنا تكون حالة مرضية.

أيها الفاضل الكريم: إن كان الأمر لديك على هذه الشاكلة وهذه الدرجة ووصل لهذا المستوى فأريدك أن تذهب للطبيب النفسي وتقابله، وتعرض عليه أعراضك كاملة وبتفاصيلها، وإن وصل الطبيب لقناعة أنك بالفعل تعاني من وساوس قهرية، هنا لا بد أن تتناول الدواء المضاد للوساوس، وتتحصَّل على التمرينات والتدابير التي تجعلك تكون قليل التردد وعميق التدبر في نفس الوقت.

أما إذا كان الأمر بسيطًا فأقول لك - أخِي الكريم - في مثل هذه الحالة: دائمًا حين يكون أمامك أكثر من خيارٍ في موضوعٍ معيَّنٍ احْسِم أمرك بأن تُقرر في أيِّهما أسهل للتطبيق، هذا أفضل - أيها الفاضل الكريم - وعليك أن تستعين بالاستخارة، الاستخارة تعني أن تطلبَ الخير وتسأل الخير ممَنْ بيده الخير أن يختار لك، وإن جرَّبت هذا -أي جرَّبت الاستخارة وجرَّبت أن تختار أبسط الأمور- لاتخاذ قرار في موضوع معيَّن، هذا نوع من التدريب النفسي الممتاز الذي يُسهِّل لك كثيرًا أن تتخيَّر القرار الصحيح الذي تُريده.

أخِي الكريم: أيضًا الإنسان يستخير ويستشير، يستشير من يثق به، لا أقول أن الاستشارة مطلوبة في كل شيءٍ، لكنها قطعًا مفيدة حين يحسّ الإنسان أنه في تردُّدٍ كاملٍ ولا يستطيع أن يتخذ قرارًا.

إذًا هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً